الاعتراف بخطأ القيادة











الاعتراف بخطأ القيادة



کان الطلب الأوّل للخوارج أن يعترف بأنّه قد أخطأ فيما يخصّ القبول بأمر التحکيم، غير أنّ الإمام لم يکن علي استعداد للإعلان عن ارتکابه لأيّ خطأ؛ وذلک لأنّ القبول بالتحکيم لحلّ الاختلافات لا يُعدّ تصرّفاً خاطئاً، بل هو أمر محبّذ يؤيّده القرآن. والمؤاخذة الوحيدة في هذا السياق هي أنّ التحکيم في هذه الواقعة جاء خلافاً للحکمة والسياسة التي أعلنها الإمام صراحة، لکنّهم هم الذين استنکروا منه ذلک الموقف وأملوا عليه وعلي جيش الکوفة الرضوخ للتحکيم.

وفضلاً عن ذلک، فإنّ الإمام کان يميل إلي الاستقالة علي نحو يُرضي الخوارج، غير أنّ الأشعث لم يقبل وأصرّ علي أن يعترف الإمام بالخطأ علي نحو يسي ء إلي مکانته بوصفه قائداً.