الحكمة من عدم اغتنام الفرصة بعد توبة الخوارج











الحکمة من عدم اغتنام الفرصة بعد توبة الخوارج



وتوقّفت المعرکة علي أثر المکيدة التي ابتکرها عمرو بن العاص. ولکن ما لبث قرّاء الکوفة أن انتبهوا إلي أنّهم قد انطلت عليهم الخدعة، وأنّهم قد أخطؤوا في حمل الإمام علي قبول التحکيم. فجاؤوا إليه وأعربوا عن خطأ موقفهم، وتوبتهم ممّا کان منهم، وأنّه هو الآخر قد أخطأ في قبول رأيهم، ويجب أن يتوب أيضاً! واعتبروا الوثيقة التي صيغت علي أساس المکيدة فاقدة لأيّة قيمة، ولابدّ من نقضها واستئناف الحرب. إلّا أنّ الإمام رفض قبول هذه الاقتراحات، وانتهي ذلک الرفض إلي انشقاق القُرّاء عن الإمام ووقوع معرکة النهروان.

[صفحه 252]

والسؤال الأساسي الأخير فيما يخصّ أمر التحکيم هو: لماذا رفض الإمام اقتراح القرّاء بنقض الوثيقة ومعاودة القتال؟ ألم يکن يعلم بما سيؤول إليه رفض تلک المقترحات؟ وما هي الحکمة الکامنة وراء عدم اغتنام الإمام لتلک الفرصة الذهبيّة لإنهاء فتنة القاسطين، وتوقّي وقوع فتنة المارقين؟

وجواب هذا السؤال: هو أنّ استجابة الإمام لتلک المقترحات تنطوي علي ثلاثة أخطاء سياسيّة ودينيّة کبري لم يکن الإمام علي استعداد لاقترافها، وهي:



صفحه 252.