كلام الإمام لمّا بلغه أمر الحَكَمين











کلام الإمام لمّا بلغه أمر الحَکَمين



2626- الإمام عليّ عليه السلام- من کلام له بعد التحکيم وما بلغه من أمر الحَکَمين-: أمّا

[صفحه 244]

بعدُ؛ فإنّ معصية الناصح الشفيق العالم المجرّب، تورث الحسرة، وتُعقب الندامة.

وقد کنت أمرتکم في هذه الحکومة أمري، ونخلت لکم مخزون رأيي، لو کان يُطاعُ لِقصيرٍ أمرٌ![1] فأبيتم عليَّ إباء المخالفين الجفاة، والمنابذين العصاة.

حتي ارتاب الناصح بنصحه، وضنّ الزَّنْد بقَدحه، فکنت أنا وإيّاکم کما قال أخو هوازن:


أمرتکمُ أمري بمنعرج اللِّوي
فلم تستبينوا النصحَ إلّا ضحي الغدِ[2] .

[صفحه 245]



صفحه 244، 245.





  1. هو مثل يضرب لمن خالف ناصحه، وأصل المثل أنّ قصيراً کان مولي لجذيمة بن الأبرش- بعض ملوک العرب- وقد کان جذيمة قتل أباالزبا ملکة الجزيرة، فبعثت إليه ليتزوّج بها خدعة وسألته القدوم عليها، فأجابها إلي ذلک وخرج في ألف فارس وخلّف باقي جنوده مع ابن اُخته وقد کان قصير أشار عليه بأن لا يتوجّه إليها فلم يقبل، فلمّا قرب الجزيرة استقبلته جنود الزبا بالعدّة ولم يرَ منهم إکراماً له، فأشار عليه قصير بالرجوع وقال: من شأن النساء الغدر، فلم يقبل، فلمّا دخل عليها قتلته. فعندها قال قصير: لا يُطاع لقصير أمر. فصار مثلاً لکلّ ناصح عصي (بحارالأنوار: 322:33).
  2. نهج البلاغة: الخطبة 35، بحارالأنوار: 568:322:33؛ أنساب الأشراف: 140:3 عن عامر الشعبي وجبر بن نوف، جواهر المطالب: 317:1 کلاهما نحوه وراجع مروج الذهب: 412:2والإمامة والسياسة: 163:1.