نصيحة الإمام لعمرو بن العاص











نصيحة الإمام لعمرو بن العاص



2618- وقعة صفّين عن شقيق بن سلمة: کتب عليّ إلي عمرو بن العاص يعظه ويرشده: أمّا بعد؛ فإنّ الدنيا مَشْغَلة عن غيرها، ولم يُصِب صاحبها منها شيئاً إلّا فتحت له حرصاً يزيده فيها رغبة، ولن يستغني صاحبها بما نال عمّا لم يبلغه، ومن وراء ذلک فراق ما جمع. والسعيد من وُعِظ بغيره؛ فلا تُحبِط- أباعبد اللَّه- أجرَک، ولا تُجارِ معاوية في باطله.

فأجابه عمرو بن العاص: أمّا بعدُ؛ فإنّ ما فيه صلاحنا واُلفتنا الإنابة إلي الحقّ، وقد جعلنا القرآن حَکَماً بيننا، فأجِبْنا إليه. وصَبَرَ الرجلُ منّا نفسَه علي ما حکم عليه القرآن، وعذَره الناس بعد المحاجزة. والسلام.

فکتب إليه عليّ: أمّا بعدُ فإنّ الذي أعجبک من الدنيا ممّا نازعتک إليه نفسک ووثقت به منها لمنقلب عنک، ومفارق لک؛ فلا تطمئنّ إلي الدنيا؛ فإنّها غرّارة. ولو اعتبرت بما مضي لحفظت ما بقي، وانتفعت بما وُعِظت به. والسلام.

فأجابه عمرو: أمّا بعدُ؛ فقد أنصف من جعل القرآن إماماً، ودعا الناس إلي أحکامه. فاصبر أباحسنٍ، وأنا غير مُنيلک إلّا ما أنالک القرآن.[1] .







  1. وقعة صفّين: 498؛ شرح نهج البلاغة: 227:2.