تثمين الحكمين











تثمين الحکمين



2611- الطرائف عن أبي رافع: لمّا أحضرني أميرالمؤمنين عليه السلام وقد وجّه أباموسي الأشعري فقال له: احکم بکتاب اللَّه ولا تجاوزه، فلمّا أدبر قال: کأنّي به وقد خُدِع. قلت: يا أميرالمؤمنين! فلِمَ توجّهه وأنت تعلم أنّه مخدوع؟ فقال: يا بنيّ، لو عمل اللَّه في خلقه بعلمه ما احتجّ عليهم بالرسل.[1] .

2612- وقعة صفّين: بعث [معاوية] إلي رجال من قريش من الذين کرهوا أن يُعينوه في حربه: إنّ الحرب قد وضعت أوزارها، والتقي هذان الرجلان بدومة الجندل،[2] فاقدموا عليَّ. فأتاه عبد اللَّه بن الزبير، وعبد اللَّه بن عمر، وأبوالجهم

[صفحه 232]

ابن حذيفة، وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث الزهري، وعبد اللَّه بن صفوان الجمحي، ورجال من قريش. وأتاه المغيرة بن شعبة؛ وکان مقيماً بالطائف لم يشهد صفّين.

فقال: يا مغيرة ما تري؟ قال: يا معاوية لو وسعني أن أنصرک لنصرتک، ولکن عليَّ أن آتيک بأمر الرجلين، فرکب حتي أتي دومة الجندل، فدخل علي أبي موسي کأنّه زائر له فقال: يا أباموسي، ما تقول فيمن اعتزل هذا الأمر وکره الدماء؟ قال: اُولئک خيار الناس، خفّت ظهورهم من دمائهم، وخمصت بطونهم من أموالهم، ثمّ أتي عمراً فقال: يا أباعبد اللَّه، ما تقول فيمن اعتزل هذا الأمر، وکره هذه الدماء؟ قال: اُولئک شرار الناس؛ لم يعرفوا حقّاً، ولم يُنکروا باطلاً، فرجع المغيرة إلي معاوية فقال له: قد ذُقْتُ[3] الرجلين؛ أمّا عبد اللَّه بن قيس فخالعٌ صاحبَه وجاعلها لرجل لم يشهد هذا الأمر، وهواه في عبد اللَّه بن عمر، وأمّا عمرو فهو صاحب الذي تعرف، وقد ظنّ الناس أنّه يرومها لنفسه، وأنّه لا يري اأنّک أحقّ بهذا الأمر منه.[4] .



صفحه 232.





  1. الطرائف: 511، المناقب لابن شهر آشوب: 261:2، بحارالأنوار: 310:41.
  2. دُوْمَة الجَنْدل: مدينة علي سبع مراحل من دمشق بينها وبين مدينة الرسول صلي الله عليه و آله قرب تبوک، ويطلق عليها اليوم «الجوف». وقد جرت فيها قضية التحکيم (راجع معجم البلدان: 487:2).
  3. ذُقْتُ ما عنده: أي خَبَرْته (لسان العرب: 111:10).
  4. وقعة صفّين: 539؛ شرح نهج البلاغة: 251:2.