دخول الكوفة و بدء فتنة اُخري











دخول الکوفة و بدء فتنة اُخري



2610- تاريخ الطبري عن عمارة بن ربيعة- في صفة أصحاب الإمام عليه السلام-: خرجوا مع عليّ إلي صفّين وهم متوادّون أحبّاء، فرجعوا متباغضين أعداء، ما برحوا من عسکرهم بصفّين حتي فشا فيهم التحکيم، ولقد أقبلوا يتدافعون الطريق کلّه ويتشاتمون ويضطربون بالسياط. يقول الخوارج: يا أعداء اللَّه! أدهنتم في أمر اللَّه عزّ وجلّ وحکّمتم! وقال الآخرون: فارقتم إمامنا، وفرّقتم جماعتنا.

فلمّا دخل عليّ الکوفة لم يدخلوا معه حتي أتَوا حروراء،[1] فنزل بها منهم اثنا عشر ألفاً، ونادي مناديهم: إنّ أميرالقتال شَبَث بن رِبعي التميمي، وأمير الصلاة عبد اللَّه بن الکوّاء اليشکري، والأمر شوري بعد الفتح، والبيعة للَّه عزّ وجلّ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنکر... ولمّا قدم عليّ الکوفة وفارقته الخوارج وثبت إليه الشيعة فقالوا: في أعناقنا بيعة ثانية؛ نحن أولياء من واليت، وأعداء من عاديت. فقالت الخوارج استبقتم أنتم وأهل الشام إلي الکفر کفرَسَي رهان؛ بايع أهل الشام معاوية علي ما أحبّوا وکرهوا، وبايعتم أنتم عليّاً علي أنّکم أولياء من والي وأعداء من عادي! فقال لهم زياد بن النضر: واللَّه ما بسط علي يده فبايعناه قطّ إلّا علي کتاب اللَّه عزّوجلّ وسنّة نبيّه صلي الله عليه و آله ولکنّکم لمّا خالفتموه جاءته شيعته فقالوا: نحن أولياء من واليت، وأعداء من عاديت، ونحن کذلک وهو علي الحقّ والهدي، ومن خالفه ضالّ مُضِلّ.[2] .

[صفحه 231]



صفحه 231.





  1. حَرَوْراء: قرية بظاهر الکوفة، وقيل: موضع علي ميلين منها، نزل به الخوارج (معجم البلدان: 245:2).
  2. تاريخ الطبري: 63:5 و64، الکامل في التاريخ: 393:2 وفيه من «فلمّا دخل... »، أنساب الأشراف: 114:3 وفيه إلي «المنکر».