اختلاف الكلمة في أصحاب الإمام











اختلاف الکلمة في أصحاب الإمام



2602- تاريخ الطبري عن أبي جناب: خرج الأشعث بذلک الکتاب يقرؤه علي الناس، ويعرضه عليهم فيقرؤنه حتي مرّ به علي طائفة من بني تميم فيهم عروة بن أديّة وهو أخو أبي بلال فقرأه عليهم فقال عروة بن أديّة: تُحکمون في أمر اللَّه عزّ وجلّ الرجال؟! لا حکم إلّا للَّه، ثمّ شد بسيفه فضرب به عجز دابته ضربة خفيفة واندفعت الدابة، وصاح به أصحابه أن أملک يدک فرجع، فغضب للأشعث قومه وناس کثير من أهل اليمن فمشي الأحنف بن قيس

[صفحه 212]

السعدي ومعقل بن قيس الرياحي ومسعر بن فدکي وناس کثير من بني تميم فتنصلوا[1] إليه واعتذروا فقبل وصفح.[2] .

2603- الکامل للمبرّد عن أبي العبّاس: أما أوّل سيف سُلّ من سيوف الخوارج فسيف عروة بن اُديّة، وذلک أنّه أقبل علي الأشعث فقال: ما هذه الدنيئة يا أشعث؟ وما هذا التحکيم؟ أشرط أوثق من شرط اللَّه عزّ وجلّ؟! ثمّ شهر عليه السيف والأشعث مولّ، فضرب به عجز البغلة، فشبّت البغلة فنفرت اليمانية، وکانوا جُلّ أصحاب عليّ صلوات اللَّه عليه.

فلمّا رأي ذلک الأحنف قصد هو وجارية بن قدامة، ومسعود بن فدکي بن أعبد، وشبث بن ربعي الرياحي إلي الأشعث، فسألوه الصفح، ففعل.[3] .

2604- مروج الذهب: لمّا وقع التحکيم تباغض القوم جميعاً، وأقبل بعضهم يتبرّأمن بعض: يتبرّأالأخ من أخيه، والابن من أبيه، وأمر عليّ بالرحيل، لعلمه باختلاف الکلمة، وتفاوت الرأي، وعدم النظام لاُمورهم، وما لحقه من الخلاف منهم، وکثر التحکيم في جيش أهل العراق، وتضارب القوم بالمقارع ونعال السيوف، وتسابّوا، ولام کلّ فريق منهم الآخر في رأيه.

وسار عليّ يؤمّ الکوفة، ولحق معاوية بدمشق من أرض الشام وفرّق عساکره، فلحق کلّ جند منهم ببلده.[4] .

[صفحه 213]



صفحه 212، 213.





  1. تَنَصّل إليه من الجناية: خرج وتبرّأ(لسان العرب: 664:11).
  2. تاريخ الطبري: 55:5، الکامل في التاريخ: 389:2؛ وقعة صفّين: 513 نحوه وراجع الأخبار الطوال: 197.
  3. الکامل للمبرّد: 1098:3 وراجع البداية والنهاية: 278:7.
  4. مروج الذهب: 405:2.