عدم رضاء الأشتر بما في الوثيقة











عدم رضاء الأشتر بما في الوثيقة



2600- تاريخ الطبري عن عُمارة بن ربيعة الجرمي: لمّا کتبت الصحيفة دعي لها الأشتر فقال: لا صحبتني يميني ولا نفعتني بعدها شمالي إن خُطّ لي في هذه الصحيفة اسم علي صلح ولا موادعة، أوَلستُ علي بينة من ربّي ومن ضلال عدوي؟ أولستم قد رأيتم الظفر لو لم تُجمعوا علي الجور؟

فقال له الأشعث بن قيس: إنّک واللَّه، ما رأيت ظفراً ولا جوراً، هلمّ إلينا فإنّه لا رغبة بک عنّا.

فقال: بلي واللَّه، لرغبة بي عنک في الدنيا للدنيا والآخرة للآخرة، ولقد سفک اللَّه عزّ وجلّ بسيفي هذا دماء رجال ما أنت عندي خير منهم ولا أحرم دماً.

قال عمارة: فنظرت إلي ذلک الرجل وکأنما قُصع علي أنفه الحمم- يعني الأشعث-.[1] .

[صفحه 211]

2601- تاريخ الطبري عن فضيل بن خديج الکندي: قيل لعليّ بعدما کتبت الصحيفة: إنّ الأشتر لا يُقرّ بما في الصحيفة، ولا يري إلّا قتال القوم.

قال عليّ: وأنا واللَّه، ما رضيتُ ولا أحببتُ أن ترضوا، فإذ أبيتم إلّا أن ترضوا فقد رضيتُ، فإذ رضيتُ فلا يصلح الرجوع بعد الرضا، ولا التبديل بعد الإقرار، إلّا أن يُعصي اللَّه عزّ وجلّ ويُتعدّي کتابه، فقاتلوا من ترک أمر اللَّه عزّ وجلّ.

وأمّا الذي ذکرتم من ترکه أمري وما أنا عليه فليس من اُولئک، ولستُ أخافه علي ذلک، ياليتَ فيکم مثله اثنين! ياليتَ فيکم مثله واحداً! يري في عدوّي ما أري؛ إذاً لخفّت عليَّ مؤونتکم ورجوتُ أن يستقيم لي بعض أودکم، وقد نهيتکم عمّا أتيتم فعصيتموني، وکنت أنا وأنتم کما قال أخو هوازن:


وهل أنا إلّا من غَزيّة إن غوت
غويتُ وإن تَرشُد غَزيّة أرشُد[2] .



صفحه 211.





  1. تاريخ الطبري: 54:5، الکامل في التاريخ: 389:2؛ وقعة صفّين: 511 نحوه.
  2. تاريخ الطبري: 59:5، الکامل في التاريخ: 389:2؛ الإرشاد: 269:1 وفيه من «واللَّه...»، وقعة صفّين: 521 کلاهما نحوه.