جواب الإمام عنه و قبوله التحكيم











جواب الإمام عنه و قبوله التحکيم



2586- وقعة صفّين عن إبراهيم بن الأشتر- بعد ذکر کتاب معاوية للإمام عليه السلام-:

[صفحه 198]

فکتب إليه عليّ بن أبي طالب:

من عبد اللَّه عليّ أميرالمؤمنين إلي معاوية بن أبي سفيان.

أمّا بعدُ؛ فإنّ أفضل ما شغل به المرء نفسه اتّباع ما يحسن به فعله، ويستوجب فضله، ويسلم من عيبه. وإنّ البغي والزور يُزريان بالمرء في دينه ودنياه، ويُبدِيان من خلله عند من يُغنيه ما استرعاه اللَّه ما لا يُغني عنه تدبيره.

فاحذر الدنيا؛ فإنّه لا فرح في شي ء وصلت إليه منها. ولقد علمت أنّک غير مدرک ما قُضي فواته. وقد رام قومٌ أمراً بغير الحقّ؛ فتأوّلوا علي اللَّه تعالي، فأکذبهم ومتّعهم قليلاً، ثمّ اضطرّهم إلي عذاب غليظ. فاحذر يوماً يغتبط فيه من أحمدَ عاقبةَ عمله، ويندم فيه من أمکن الشيطان من قياده ولم يحادَّه، فغرّته الدنيا واطمأنّ إليها. ثمّ إنّک قد دعوتني إلي حکم القرآن؛ ولقد علمت أنّک لست من أهل القرآن، ولست حکمَه تُريد، واللَّه المستعان. وقد أجبنا القرآن إلي حکمه، ولسنا إيّاک أجبنا. ومن لم يرضَ بحکم [القرآن][1] فقد ضلّ ضلالاً بعيداً.[2] .

2587- الإمام عليّ عليه السلام- من کتاب له إلي معاوية-: وإنّ البغي والزور يوتغان[3] المرء في دينه ودنياه، ويُبديان خلله عند من يُعيبه. وقد علمتُ أنّک غير مدرک ما قُضي فواته. وقد رام أقوامٌ أمراً بغير الحقّ، فتألَّوا علي اللَّه فأکذبَهم. فاحذر يوماً يغتبط فيه مَن أحمدَ عاقبةَ عملِه، ويندم من أمکن الشيطان من قياده فلم يُجاذبه. وقد دعوتنا إلي حکم القرآن ولست من أهله، ولسنا إيّاک أجبنا،

[صفحه 199]

ولکنّا أجبنا القرآن في حُکمه. والسلام.[4] .



صفحه 198، 199.





  1. مابين المعقوفين ساقط من المصدر، وأثبتناه من بحارالأنوار وشرح نهج البلاغة.
  2. وقعة صفّين: 493، بحارالأنوار: 537:32؛ شرح نهج البلاغة: 225:2.
  3. يُوتِغه: يُهلکه (النهاية: 149:5).
  4. نهج البلاغة: الکتاب 48، بحارالأنوار: 588:308:33.