رسالة معاوية إلي الإمام
2585- وقعة صفّين عن إبراهيم بن الأشتر: بعث معاوية أباالأعور السلمي علي بِرْذَوْن أبيض، فسار بين الصفّين؛ صفّ أهل العراق وصفّ أهل الشام، والمصحف علي رأسه وهو يقول: کتاب اللَّه بيننا وبينکم. فأرسل معاوية إلي عليّ: إنّ الأمر قد طال بيننا وبينک، وکلّ واحد منا يري أنّه علي الحقّ فيما يطلب من صاحبه، ولن يُعطي واحد منّا الطاعة للآخر، وقد قُتل فيما بيننا بشر کثير، وأنا أتخوّف أن يکون ما بقي أشدّ ممّا مضي، وإنّا سوف نُسأل عن ذلک الموطن، ولا يُحاسَب به غيري وغيرک، فهل لک في أمر لنا ولک فيه حياة وعذر وبراءة، وصلاح للاُمّة، وحقن للدماء، واُلفة للدين، وذهاب للضغائن والفتن؛ أن يحکم بيننا وبينک حکمان رضِيّان؛ أحدهما من أصحابي، والآخر من أصحابک؛ فيحکمان بما في کتاب اللَّه بيننا؛ فإنّه خير لي ولک، وأقطع لهذه الفتن. فاتّقِ اللَّه فيما دُعيت له، وارضَ بحکم القرآن إن کنت من أهله. والسلام.[1] .