دعاءُ الإمام ليلة الهرير و يومه











دعاءُ الإمام ليلة الهرير و يومه



2566- مهج الدعوات عن ابن عبّاس: قلت لأمير المؤمنين عليه السلام ليلة صفّين: أما تري الأعداء قد أحدقوا بنا؟ فقال: وقد راعک هذا؟ قلت: نعم. فقال: اللهمّ إنّي أعوذ بک أن اُضام في سلطانک، اللهمّ إنّي أعوذ بک أن أفتقر في غناک، اللهمّ إني أعوذ بک أن أضيع في سلامتک، اللهمّ إنّي أعوذ بک أن اُغلب والأمر إليک.[1] .

2567- وقعة صفّين عن جابر بن عمير الأنصاري: واللَّه لکأنّي أسمع عليّاً يوم الهرير حين سار أهل الشام وذلک بعدما طحنت رحي مذحج فيما بينهما وبين عکّ ولخم وجذام والأشعريّين بأمر عظيم تشيب منه النواصي من حين استقلّت الشمس حتي قام قائم الظهيرة، ثمّ إنّ عليّاً قال: حتي متي نخلّي بين هذين

[صفحه 180]

الحيَّين وقد فنيا وأنتم وقوف تنظرون إليهم؟ أما تخافون مقتَ اللَّه؟

ثمّ انفتل إلي القبلة ورفع يديه إلي اللَّه، ثمّ نادي: يا اللَّه يا رحمن يا رحيم يا واحد يا أحد يا صمد، يا اللَّه يا إله محمّد، اللهمّ إليک نُقلت الأقدام، وأفضت القلوب، ورُفعت الأيدي، وامتدّت الأعناق، وشخصت الأبصار، وطُلبت الحوائج، اللهمّ إنّا نشکو إليک غيبة نبيّنا صلي الله عليه و آله، وکثرة عدوّنا، وتشتّت أهوائنا، «رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَتِحِينَ»[2] سيروا علي برکة اللَّه، ثمّ نادي: لا إله إلّا اللَّه واللَّه أکبر کلمة التقوي.[3] .

2568- الإمام الصادق عليه السلام: دعا أميرالمؤمنين عليه السلام يوم الهرير حين اشتدّ علي أوليائه الأمر دعاء الکرب؛ من دعا به وهو في أمر قد کربه وغمّه نجّاه اللَّه منه وهو: «اللهمّ لا تُحبّب إليّ ما أبغضتَ، ولا تُبغّض إليّ ما أحببتَ، اللهمّ إنّي أعوذ بک أن أرضي سَخَطک، أو أسخط رضاک، أو أردّ قضاءک، أو أعدو قولک، أو اُناصح أعداءک، أو أعدو أمرک فيهم.

اللهمّ ما کان من عمل أو قول يقرّبني من رضوانک، ويباعدني من سَخَطک، فصبّرني له، واحملني عليه يا أرحم الراحمين. اللهمّ إنّي أسألک لساناً ذاکراً، وقلباً شاکراً، ويقيناً صادقاً، وإيماناً خالصاً وجسداً متواضعاً، وارزقني منک حبّاً، وادخِل قلبي منک رعباً، اللهمّ فإن ترحمني فقد حسن ظنّي بک، وإن تعذّبني فبظلمي وجوري وجرمي وإسرافي علي نفسي؛ فلا عذر لي إن اعتذرت، ولا مکافاة أحتسب بها.

[صفحه 181]

اللهمّ إذا حضرت الآجال، ونفدت الأيّام؛ وکان لابدّ من لقائک؛ فأوجِبْ لي من الجنّة منزلاً يغبطني به الأوّلون والآخرون، لا حسرة بعدها، ولا رفيق بعد رفيقها، في أکرمها منزلاً. اللهمّ ألبِسْني خشوع الإيمان بالعزّ، قبل خشوع الذلّ في النار، اُثني عليک ربّ أحسن الثناء؛ لأنّ بلاءک عندي أحسن البلاء.

اللهمّ فأذقني من عونک وتأييدک وتوفيقک ورِفدک، وارزقني شوقاً إلي لقائک، ونصراً في نصرک حتي أجد حلاوة ذلک في قلبي، وأعزِم لي علي أرشد اُموري؛ فقد تري موقفي وموقف أصحابي، ولا يخفي عليک شي ء من أمري. اللهمّ إنّي أسألک النصر الذي نصرت به رسولک، وفرّقت به بين الحقّ والباطل، حتي أقمت به دينک، وأفلجت به حجّتک، يا من هو لي في کلّ مقام.[4] .

[صفحه 183]



صفحه 180، 181، 183.





  1. مهج الدعوات: 134، الأمان: 126، بحارالأنوار: 242:94 نقلاً عن کتاب دفع الهموم والأحزان.
  2. الأعراف: 89.
  3. وقعة صفّين: 477، بحارالأنوار: 445:528:32؛ شرح نهج البلاغة: 210:2، ينابيع المودّة: 11:2.
  4. مهج الدعوات: 128 عن أبي جعفر محمّد بن النعمان الأحول، بحارالأنوار: 237:94 نقلاً عن کتاب الدعاء لسعد بن عبد اللَّه.