فكّ الحصار بوساطة الإمام











فکّ الحصار بوساطة الإمام



1211- تاريخ الطبري عن عبداللَّه بن محمّد عن أبيه: فلمّا رأي عثمان ما رأي [أنّ القوم يرون قتله إن لم ينزِع ]جاء عليّاً فدخل عليه بيته، فقال: يا بن عمّ، إنّه ليس لي متّرک، وإنّ قرابتي قريبة، ولي حقّ عظيم عليک، وقد جاء ما تري من هؤلاء القوم وهم مصبحيّ، وأنا أعلم أنّ لک عند الناس قدراً، وأنّهم يسمعون منک، فأنا اُحبّ أن ترکب إليهم فتردّهم عنّي؛ فإنّي لا اُحبّ أن يدخلوا عليّ؛ فإنّ ذلک جرأة منهم عليّ، وليسمع بذلک غيرهم.

[صفحه 227]

فقال عليّ: علامَ أردّهم؟ قال: علي أن أصير إلي ما أشرت به عليّ ورأيته لي، ولست أخرج من يديک.

فقال عليّ: إنّي قد کنت کلّمتک مرّة بعد مرّة، فکلّ ذلک نخرج فتکلّم، ونقول وتقول، وذلک کلّه فعل مروان بن الحکم وسعيد بن العاص وابن عامر ومعاوية، أطعتهم وعصيتني. قال عثمان: فإنّي أعصيهم وأطيعک.

قال: فأمر الناس فرکبوا معه؛ المهاجرون والأنصار قال: وأرسل عثمان إلي عمّار بن ياسر يکلّمه أن يرکب مع عليّ فأبي، فأرسل عثمان إلي سعد ابن أبي وقّاص، فکلّمه أن يأتي عمّاراً فيکلّمه أن يرکب مع عليّ، قال: فخرج سعد حتّي دخل علي عمّار فقال:يا أبا اليقظان، ألا تخرج فيمن يخرج وهذا عليّ يخرج فاخرج معه، واردد هؤلاء القوم عن إمامک؛ فانّي لأحسب أنّک لم ترکب مرکباً هو خير لک منه.

قال: وأرسل عثمان إلي کثير بن الصلت الکندي- وکان من أعوان عثمان- فقال: انطلق في إثر سعد فاسمع ما يقول سعد لعمّار، وما يردّ عمّار علي سعد، ثمّ ائتني سريعاً.

قال: فخرج کثير حتي يجد سعداً عند عمّار مخليّاً به، فألقم عينه جُحْر الباب، فقام إليه عمّار ولا يعرفه وفي يده قضيب، فأدخل القضيب الجُحْر الذي ألقمه کثير عينَه، فأخرج کثير عينه من الجُحْر وولّي مدبراً متقنّعاً، فخرج عمّار فعرف أثره ونادي: ياقليل ابن اُمّ قليل؛ أعليّ تطلّع وتستمع حديثي! واللَّه لو دريت أنّک هو لفقأت عينک بالقضيب؛ فإنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله قد أحلّ ذلک، ثمّ رجع عمّار إلي سعد فکلّمه سعد وجعل يفتله بکلّ وجه، فکان آخر ذلک أن قال عمّار: واللَّه لا أردّهم عنه أبداً.

[صفحه 228]

فرجع سعد إلي عثمان فأخبره بقول عمّار، فاتّهم عثمان سعداً أن يکون لم يناصحه، فأقسم له سعد باللَّه لقد حرّض، فقبل منه عثمان، قال: ورکب عليّ عليه السلام إلي أهل مصر فردّهم عنه، فانصرفوا راجعين[1] .



صفحه 227، 228.





  1. تاريخ الطبري: 358:4، الکامل في التاريخ: 283:2 نحوه وراجع أنساب الأشراف: 176:6.