المشاجرة بين الزبير وعثمان











المشاجرة بين الزبير وعثمان



1205- الفتوح: أقبل طلحة والزبير حتي دخلا علي عثمان ثمّ تقدّم إليه الزبير وقال: يا عثمان! ألم يکن في وصيّة عمر بن الخطّاب: أن لا تحمل آل بني مُعَيط علي رقاب الناس إن وُليت هذا الأمر؟

قال عثمان: بلي.

قال الزبير: فلم استعملت الوليد بن عقبة علي الکوفة؟

قال عثمان: استعملته کما استعمل عمر بن الخطّاب عمرو بن العاص والمغيرة

[صفحه 223]

ابن شعبة، فلمّا عصي اللَّه وفعل ما فعل عزلته واستعملت غيره علي عمله.

قال: فلم استعملت معاوية علي الشام؟

فقال عثمان: لرأي عمر بن الخطّاب فيه.

قال: فلم تشتم أصحاب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله ولست بخير منهم؟

قال عثمان: أمّا أنت فلست أشتمک، ومن شتمته فما کان به عجز عن شتمي.

فقال: ما لک ولعبداللَّه بن مسعود هجرت قراءته وأمرت بِدَوس بطنه، فهو في بيته لما به وقد أقرأه رسول اللَّه صلي الله عليه و آله؟

فقال عثمان: إنّ الذي بلغني من ابن مسعود أکثر ممّا بلغت منه، وذاک أنّه قال: وددت أنّي وعثمان برمل عالج[1] يحثّ عليّ وأحثّ عليه، حتي يموت الأعجز منّا. قال: فما لک ولعمّار بن ياسر أمرت بدوس بطنه حتي أصابه الفتق؟

فقال: لأنّه أراد أن يغري الناس بقتلي.

قال: فما لک ولأبي ذرّ حبيب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله؟ سيّرته حتي مات غريباً طريداً.

قال: لما قد علمت أنّه قد أفسد عليَّ الناس، ورماني بکلّ عيب.

قال: فما لک وللأشتر وأصحابه نفيتهم إلي الشام وفرّقت بينهم وبين أهاليهم وأولادهم؟

فقال: لأنّ الأشتر أغري الناس بعاملي سعيد بن العاص، وأضرم الکوفة عليَّ ناراً.

[صفحه 224]

فقال الزبير: يا عثمان! إنّ هذه الأحداث التي عددتها عليک هي أقلّ أحداثک، ولو شئت أن أردّ عليک جميع ما تحتجّ به لفعلت، وأراک تقرأ صحيفتک من حيث تُريد، وأخاف عليک يوماً له ما بعده من الأيّام[2] .



صفحه 223، 224.





  1. عالِجٌ: هو ما تراکم من الرَّمل، ودخلَ بعضه في بعض (النهاية: 287:3).
  2. الفتوح: 393:2.