تاليب عمرو بن العاص











تاليب عمرو بن العاص



1195- اُسد الغابة: لمّا استعمله [أي عبداللَّه بن سعد بن أبي سرح] عثمانُ علي مصر وعزل عنها عمراً جعل عمرو يطعن علي عثمان، ويؤلّب عليه، ويسعي في إفساد أمره[1] .

[صفحه 214]

1196- تاريخ الطبري عن أبي عون مولي المِسْور: کان عمرو بن العاص علي مصر عاملاً لعثمان، فعزله عن الخراج واستعمله علي الصلاة، واستعمل عبداللَّه بن سعد علي الخراج، ثمّ جمعهما لعبداللَّه بن سعد، فلمّا قدم عمرو بن العاص المدينة جعل يطعن علي عثمان، فأرسل إليه يوماً عثمان خالياً به، فقال: يابن النابغة ما أسرع ما قَمِلَ جُرُبّان[2] جُبَّتک! إنّما عهدک بالعمل عاماً أوّل، أتطعن عليّ وتأتيني بوجهٍ، وتذهب عنّي بآخر؟ واللَّه لولا اُکلة ما فعلت ذلک. قال: فقال عمرو: إنّ کثيراً ممّا يقول الناس وينقلون إلي ولاتهم باطل، فاتّق اللَّه يا أميرالمؤمنين في رعيّتک. فقال عثمان: واللَّه لقد استعملتک علي ظَلَعک[3] وکثرة القالة فيک....

فخرج عمرو من عند عثمان وهو محتقد عليه، يأتي عليّاً مرّة فيؤلّبه علي عثمان، ويأتي الزبير مرّة فيؤلّبه علي عثمان، ويأتي طلحة مرّة فيؤلّبه علي عثمان، ويعترض الحاجّ فيخبرهم بما أحدث عثمان، فلمّا کان حصرُ عثمان الأوّل خرج من المدينة حتي انتهي إلي أرض له بفلسطين يقال لها: السبع، فنزل في قصر له يقال له العجلان... حتي مرّ به راکب آخر فناداه عمرو: ما فعل الرجل- يعني عثمان-؟ قال: قُتل. قال: أنا أبو عبداللَّه إذا حککت قَرحة نکأْتُها،[4] إن کنت لاُحرِّض عليه، حتي إنّي لاُحرّض عليه الراعي في غنمه في رأس الجبل[5] .

[صفحه 215]

1197- تاريخ المدينة عن غسّان بن عبد الحميد: کان عمرو بن العاص من أشدّ الناس طعناً علي عثمان، وقال: واللَّه لقد أبغضت عثمان وحرّضت عليه حتي الراعي في غنمه، والسقّاية تحت قربتها[6] .

1198- الفتوح: دخل عمرو بن العاص علي عثمان مسلّماً، فقال له عثمان: يابن العاص! وأنت أيضاً ممّن تولّيت علي الناس فيما بلغني، وتسعي في الساعين عليّ، حتي قد أضرمتها وأسعرتها، ثمّ تدخل مسلّماً عليّ؟![7] .417:2- أنساب الأشراف: کان عمرو بن العاص قال لعثمان حين حضر الحصار الأوّل: إنّک يا عثمان رکبت بالناس النَّهابِير[8] فاتّقِ اللَّه وتُب إليه.

فقال له: يابن النابغة! وإنّک لممّن تؤلّب عليَّ الطَّغام[9] ؛ لِأن عزلتک عن مصر.

فخرج إلي فلسطين فأقام بها في ماله هناک، وجعل يحرّض الناس علي عثمان حتي رُعاة الغنم، فلمّا بلغه مقتله قال: أنا أبو عبداللَّه، إنّي إذا حککت قَرحةً نکأتُها[10] .

1200- تاريخ الطبري: لمّا بلغ عَمراً قتلُ عثمان قال: أنا عبداللَّه قتلته وأنا بوادي السِّباع، من يلي هذا الأمر من بعده؟ إن يلِه طلحة فهو فتي العرب سَيْباً،[11] وإن

[صفحه 216]

يلِه ابن أبي طالب فلا أراه إلّا سيستنظف الحقّ، وهو أکره من يليه إليّ[12] .



صفحه 214، 215، 216.





  1. اُسد الغابة: 2976:261:3.
  2. القَمِلُ: القذر، والجُرُبّان: جيب القميص (النهاية: 110:4 و ج 253:1).
  3. الظَّلَع: الميل عن الحقّ وضعف الإيمان (النهاية: 159:3).
  4. نکأْتُ القَرحةَ: إذا قشرتها (النهاية: 117:5).
  5. تاريخ الطبري: 356:4 وراجع الإصابة: 7812:24:6 والغدير: 138:9.
  6. تاريخ المدينة: 1089:3.
  7. الفتوح: 1199.
  8. النهابير: الاُمور الشديدة الصعبة (النهاية: 134:5).
  9. الطَّغام: من لا عقل له ولامعرفة. وقيل: هم أوغاد الناس (النهاية:128:3).
  10. أنساب الأشراف: 192:6 و ج 70:3 عن عبد الوارث بن محرّر، الکامل في التاريخ: 284:2 کلاهما نحوه وراجع تاريخ الطبري: 357:4 و ص 360 وتاريخ اليعقوبي: 175:2.
  11. السَّيْب: العطاء (لسان العرب: 477:1).
  12. تاريخ الطبري: 560:4.