تحريض طلحة











تحريض طلحة



1191- تاريخ المدينة عن عوف: کان أشدّ الصحابة علي عثمان، طلحة بن عبيد اللَّه[1] .

1192- العقد الفريد عن ابن سيرين: لم يکن أحد من أصحاب النبيّ صلي الله عليه و آله أشدّ علي عثمان من طلحة[2] .

1193- شرح نهج البلاغة عن عبيد بن حارثة: سمعت عثمان وهو يخطب، فأکبّ الناس حوله، فقال: اجلسوا يا أعداء اللَّه! فصاح به طلحة: إنّهم ليسوا بأعداء اللَّه، لکنّهم عباده، وقد قرؤوا کتابه[3] .

1194- شرح نهج البلاغة عن محمّد بن سليمان: کان [طلحة] لا يشکّ أنّ الأمر له من بعده لوجوه، منها: سابقته. ومنها: أنّه ابن عمّ لأبي بکر، وکان لأبي بکر في نفوس أهل ذلک العصر منزلة عظيمة أعظم منها الآن. ومنها: أنّه کان سمحاً جواداً، وقد کان نازع عمر في حياة أبي بکر، وأحبّ أن يفوّض أبو بکر الأمر إليه من بعده، فما زال يفتل في الذروة والغارب[4] في أمر عثمان، وينکّر له القلوب، ويکدّر عليه النفوس، ويغري أهل المدينة والأعراب وأهل الأمصار به.

[صفحه 213]

وساعده الزبير، وکان أيضاً يرجو الأمر لنفسه، ولم يکن رجاؤهما الأمر بدون رجاء عليّ، بل رجاؤهما کان أقوي؛ لأنّ عليّاً دحضه[5] الأوّلان وأسقطاه، وکسرا ناموسه بين الناس، فصار نسياً منسيّاً، ومات الأکثر ممّن يعرف خصائصه التي کانت في أيّام النبوّة وفضله.

ونشأ قوم لا يعرفونه ولا يرونه إلّا رجلاً من عُرض المسلمين، ولم يبقَ له ممّا يمتّ به إلّا أنّه ابن عمّ الرسول، وزوج ابنته، وأبو سبطيه، ونُسي ما وراء ذلک کلّه، واتّفق له من بغض قريش وانحرافها ما لم يتّفق لأحد.

وکانت قريش بمقدار ذلک البغض تحبّ طلحة والزبير؛ لأنّ الأسباب الموجبة لبغضهم[6] لم تکن موجودةً فيهما، وکانا يتألّفان قريشاً في أواخر أيّام عثمان، ويَعدانِهم بالعطاء والإفضال، وهما عند أنفسهما وعند الناس خليفتان بالقوّة لا بالفعل؛ لأنّ عمر نصّ عليهما، وارتضاهما للخلافة[7] .



صفحه 213.





  1. تاريخ المدينة: 1169:4 وراجع الجمل: 306.
  2. العقد الفريد: 303:3، أنساب الأشراف: 201:6، شرح نهج البلاغة: 9:3 وزاد في صدره: «الظاهر المعروف أنّه...».
  3. شرح نهج البلاغة: 17:9.
  4. ما زال فلان يَفْتل من فلان في الذِروة والغارب: أي يدور من وراء خديعته؛ وهو مثل في المخادعة (لسان العرب: 514:11).
  5. الدحض: الزلَق (النهاية: 104:2).
  6. کذا في المصدر، والظاهر أنّ الصحيح: «لبُغضه»؛ أي لبُغض عليّ عليه السلام.
  7. شرح نهج البلاغة: 28:9.