تحريض عائشة











تحريض عائشة



1184- تاريخ اليعقوبي: کان بين عثمان وعائشة منافرة؛ وذلک أنّه نقّصها ممّا کان يعطيها عمر بن الخطّاب، وصيّرها اُسوة غيرها من نساء رسول اللَّه، فإنّ عثمان يوماً لَيخطب، إذ دلّت عائشة قميص رسول اللَّه، ونادت: يا معشر المسلمين! هذا جلباب رسول اللَّه لم يبلَ، وقد أبلي عثمان سنّته! فقال عثمان: ربّ اصرف عنّي کيدهنّ إنّ کيدهنّ عظيم[1] .

[صفحه 210]

1185- الفتوح: کانت عائشة تحرّض علي قتل عثمان جهدها وطاقتها، وتقول: أيّها الناس! هذا قميص رسول اللَّه صلي الله عليه و آله لم يبلَ وبليت سنّته، اقتلوا نَعْثَلاً،[2] قتل اللَّه نعثلاً[3] .

1186- الجمل عن الحسن بن سعد: رفعت عائشة ورقة من المصحف بين عودتين من وراء حجلتها، وعثمان قائم، ثمّ قالت: يا عثمان! أقِم ما في هذا الکتاب. فقال: لتنتهِنّ عمّا أنت عليه أو لاُدخِلنّ عليک جمر النار. فقالت له عائشة: أما واللَّه، لئن فعلت ذلک بنساء النبي صلي الله عليه و آله لَيلعنک اللَّه ورسوله، وهذا قميص رسول اللَّه لم يتغيّر، وقد غيّرت سنّته يا نعثل[4] .

1187- الجمل عن حکيم بن عبداللَّه: دخلت يوماً بالمدينة المسجدَ، فإذا کفّ مرتفعة وصاحب الکفّ يقول: أيّها الناس! العهد قريب، هاتان نعلا رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وقميصه، کأنّي أري ذلک القميص يلوح وإنّ فيکم فرعون هذه الاُمّة؛ فإذا هي عائشة، وعثمان يقول لها: اسکتي، ثمّ يقول للناس: إنّها امرأة، وعقلها عقل النساء؛ فلا تصغوا إلي قولها[5] .

1188- المصنّف عن أبي کعب الحارثي: اُقيمت الصلاة، فتقدّم عثمان فصلّي، فلمّا کبّر قامت امرأة من حُجْرتها، فقالت: أيّها الناس! اسمعوا. قال: ثمّ تکلّمت،

[صفحه 211]

فذکرت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وما بعثه اللَّه به، ثمّ قالت: ترکتم أمر اللَّه، وخالفتم رسوله - أو نحو هذا- ثمّ صمتت فتکلّمت اُخري مثل ذلک، فإذا هي عائشة وحفصة.

قال: فلمّا سلّم عثمان أقبل علي الناس، فقال: إنْ هاتان الفتّانتان فتنتا الناس في صلاتهم، وإلّا تنتهيان أو لأسبّنّکما ما حلّ ليَ السباب، وإنّي لِأصلِکما لَعالمٌ. قال: فقال له سعد بن أبي وقّاص: أتقول هذا لحبائب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله؟! قال: وفيما أنت! وما هاهنا؟ ثمّ أقبل علي سعد عامداً إليه. قال: وانسلّ سعد[6] .

1189- شرح نهج البلاغة: أقوال عائشة فيه [أي في عثمان] معروفة ومعلومة، وإخراجها قميص رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وهي تقول: هذا قميصه لم يبلَ وقد أبلي عثمان سنّته، إلي غير ذلک ممّا لا يُحصي کثرة[7] .

1190- العقد الفريد: دخل المغيرة بن شعبة علي عائشة، فقالت: يا أبا عبداللَّه! لو رأيتني يوم الجمل وقد نفذتِ النصالُ هَوْدَجي حتي وصل بعضها إلي جلدي. قال لها المغيرة: وددت واللَّه أنّ بعضها کان قتلک.

قالت: يرحمک اللَّه، ولم تقول هذا؟

قال: لعلّها تکون کفّارة في سعيک علي عثمان[8] .

راجع: حجّ عائشة في حصر عثمان.

[صفحه 212]



صفحه 210، 211، 212.





  1. تاريخ اليعقوبي: 175:2.
  2. النَّعْثَل: الشيخ الأحمق. وکان أعداء عثمان يسمّونه نعثلاً. وفي حديث عائشة: اقتلوا نعثلاً قتل اللَّه نعثلاً. تعني عثمان، وکان هذا منها لمّا غاضبته وذهبت إلي مکّة (لسان العرب: 669:11 و670).
  3. الفتوح: 421:2، شرح نهج البلاغة: 22:20 وراجع الأمالي للطوسي: 1517:714 والمسترشد: 64:222.
  4. الجمل: 147.
  5. الجمل: 147.
  6. المصنّف لعبد الرزّاق: 20732:355:11، شرح نهج البلاغة: 5:9.
  7. شرح نهج البلاغة: 9:3.
  8. العقد الفريد: 300:3 وراجع الجمل: 381.