اغتيال سعد بن عبادة
قتلنا[2] سيّد الخز رميناه بسهمي 948- أنساب الأشراف- في أحوال سعد بن عبادة-: کان نقيباً، سيّداً، جواداً. ومات بحَوران فجأة لسنة مضت من خلافة عمر. ويقال: إنّه امتنع من البيعة لأبي [صفحه 31] بکر، فوجّه إليه رجلاً ليأخذ عليه البيعة وهو بحَوران من أرض الشام. فأباها، فرماه فقتله. وفيه يروي هذا الشعر الذي ينتحله الجنّ: قتلنا سيّد الخز رميناه بسهمي 949- مروج الذهب: خرج سعد بن عبادة ولم يبايع، فصار إلي الشام، فقتل هناک في سنة خمس عشرة، وليس کتابنا هذا موضعاً لخبر مقتله[5] . 950- العقد الفريد عن أبي المنذر هشام بن محمّد الکلبي: بثّ عمرُ رجلاً إلي الشام، فقال: ادْعُه إلي البيعة واحمل له بکلّ ما قدرت عليه، فإن أبي فاستعن اللَّه عليه. فقدم الرجل الشام، فلقيه بحَوران في حائط، فدعاه إلي البيعة، فقال: لا اُبايع قرشيّاً أبداً. قال: فإنّي اُقاتلک. قال: وإن قاتلتني! قال: أفخارج أنت ممّا دخلت فيه الاُمّة؟ قال: أمّا من البيعة فأنا خارج. فرماه بسهم، فقتله. ميمون بن مِهران عن أبيه قال: رُمي سعد بن عبادة في حمّام بالشام، فقُتل[6] . 951- الاحتجاج عن محمّد بن عبداللَّه الشيباني: کان سبب موته أن رمي بسهم في الليل فقتله، وزعموا أنّ الجنّ رموه، وقيل أيضاً: إنّ محمّد بن سلمة الأنصاري تولّي ذلک بجعل جُعل له عليه، وروي أنّه تولّي ذلک المغيرة بن شعبة، وقيل خالد بن الوليد[7] . [صفحه 32] 952- شرح نهج البلاغة- في ذکر سعد بن عبادة-: لم يبايع أبا بکر حين بُويع، وخرج إلي حَوْران، فمات بها. قيل: قتلته الجنّ؛ لأنّه بال قائماً في الصحراء ليلاً، وروَوْا بيتين من شعر؛ قيل: إنّهما سُمعا ليلة قتله، ولم يُرَ قائلهما: نحنُ قتلنا سيّد الخز ورميناهُ بسهمي ويقول قوم: إنّ أميرالشام يومئذٍ کَمَن له مَنْ رماه ليلاً، وهو خارج إلي الصحراء بسهمين، فقتله لخروجه عن طاعة الإمام، وقد قال بعض المتأخّرين في ذلک: يقولون سعد شکّت الجنّ قلبهُ وما ذنب سعدٍ أنّه بال قائماً وقد صبرت من لذّة العيش أنفسٌ 953- شرح نهج البلاغة: قال شيطان الطاق [يعني مؤمن الطاق محمّد بن عليّ ابن النعمان الأحول] لسائل سأله: ما منع عليّاً أن يُخاصم أبا بکر في الخلافة؟ فقال: يابن أخي، خاف أن تقتله الجنّ!! [قال ابن أبي الحديد] والجواب، أمّا أنا فلا أعتقد أنّ الجن قتلت سعداً، ولا أنّ هذا شعرُ الجنّ، ولا أرتاب أنّ البشر قتلوه، وأنّ هذا الشعر شعر البشر، ولکن لم يثبت عندي أنّ أبا بکر أمَر خالداً، ولا أستبعد أن يکون فعله من تلقاء نفسه ليُرضي بذلک أبا بکر- وحاشاه- فيکون الإثم علي خالد، وأبو بکر بري ءٌ من [صفحه 33] إثمه؛ وما ذلک من أفعال خالد ببعيد[9] .
947- أنساب الأشراف عن ابن جعدبة عن صالح بن کيسان وعن أبي مخنف عن الکلبي وغيرهما: أنّ سعد بن عبادة لم يبايع أبا بکر، وخرج إلي الشام. فبعث عمرُ رجلاً وقال: ادعُه إلي البيعة واختلْ له، وإن أبي فاستعن باللَّه عليه. فقدم الرجلُ الشام، فوجد سعداً في حائط[1] بحَوارين، فدعاه إلي البيعة، فقال: لا اُبايع قرشيّاً أبداً. قال: فإنّي اُقاتلک. قال: وإن قاتلتني. قال: أفخارج أنت ممّا دخلت فيه الاُمّة؟ قال: أمّا من البيعة فإنّي خارج، فرماه بسهم فقتله. ورُوي أنّ سعداً رُمي في حمّام. وقيل: کان جالساً يبول، فرمته الجنّ فقتلته. وقال قائلهم:
رجِ سعد بن عباده
-نِ فلم تُخْطِ فؤاده[3] .
رجِ سعد بن عباده
-نِ فلم نُخْطِ فؤاده[4] .
رَجِ سعد بن عباده
-نِ فلم نخطئ فؤاده
ألا ربّما صحّحتَ دينک بالغدرِ
ولکنّ سعداً لم يبايع أبا بکرِ
وما صبرت عن لذّة النهي والأمرِ[8] .
صفحه 31، 32، 33.