ضرب كعب بن عبدة وتسييره











ضرب کعب بن عبدة وتسييره



1175- أنساب الأشراف: کتب جماعة من القرّاء [أي من قُرّاء الکوفة] إلي

[صفحه 192]

عثمان، منهم: مَعْقِل بن قيس الرياحي، وعبداللَّه بن الطُّفيل العامري، ومالک بن حبيب التميمي، ويزيد بن قيس الأرحبي، وحجر بن عديّ الکندي، وعمرو بن الحمق الخزاعي، وسليمان بن صُرَد الخزاعي ويکنّي أبا مُطَرِّف، والمسيّب بن نجبة الفزاري، وزيد بن حِصْن الطائي، وکعب بن عَبْدة النَّهْدي، وزياد بن النضْر بن بشر بن مالک بن الديّان الحارثي، ومسلمة بن عبد القاري من القارة من بني الهون بن خزيمة بن مدرکة: أنّ سعيداً کثر علي قوم من أهل الورع والفضل والعفاف، فحملک في أمرهم علي ما لا يحلّ في دين، ولا يحسن في سماع، وإنّا نذکّرک اللَّه في اُمّة محمّد؛ فقد خفنا أن يکون فساد أمرهم علي يديک؛ لأنّک قد حملت بني أبيک علي رقابهم، واعلم أنّ لک ناصراً ظالماً وناقماً عليک مظلوماً، فمتي نصرک الظالم ونقم عليک الناقم تباين الفريقان واختلفت الکلمة، ونحن نُشهد عليک اللَّه وکفي به شهيداً؛ فإنّک أميرنا ما أطعت اللَّه واستقمت، ولن تجد دون اللَّه مُلْتَحداً[1] ولا عنه منتقذاً.

ولم يسمّ أحد منهم نفسه في الکتاب، وبعثوا به مع رجل من عنزة يکنّي أبا ربيعة، وکتب کعب بن عبدة کتاباً من نفسه تسمّي فيه ودفعه إلي أبي ربيعة...

ويقال: إنّ عثمان لمّا قرأ کتاب کعب، کتب إلي سعيد في إشخاصه إليه، فأشخصه إليه مع رجل أعرابيّ من أعراب بني أسد، فلمّا رأي الأعرابيّ صلاته وعرف نسکه وفضله قال:


ليت حظّي من مَسيري بکعبِ
عفوهُ عنّي وغُفْرانُ ذنبي


فلمّا قدم به علي عثمان قال عثمان: لأن تسمع بالمُعَيْدي خيرٌ من أن تراه[2]

[صفحه 193]

وکان شابّاً حديث السنّ نحيفاً، ثمّ أقبل عليه فقال: أأنت تعلّمني الحقّ وقد قرأتُ کتاب اللَّه وأنت في صُلْب رجل مشرک؟

فقال له کعب: إنّ إمارة المؤمنين إنّما کانت لک بما أوجبَتْه الشُوري حين عاهدتَ اللَّه علي نفسک لتسيرنّ بسيرة نبيّه لا تقصّر عنها، وإن يشاورونا فيک ثانيةً نقلناها عنک.

يا عثمان! إنّ کتاب اللَّه لمن بلغه وقرأه، وقد شرکناک في قراءته، ومتي لم يعمل القارئ بما فيه کان حجّةً عليه.

فقال عثمان: واللَّه، ما أظنّک تدري أين ربّک؟

فقال: هو بالمرصاد.

فقال مروان: حلمک أغري مثل هذا بک وجرّأه عليک.

فأمر عثمان بکعب فجُرّد وضرب عشرين سوطاً وسيّره إلي «دَباوَنْد»،[3] ويقال: إلي «جبل الدُّخان».

فلمّا ورد علي سعيد حمله مع بُکير بن حُمران الأحمري، فقال الدهقان الذي ورد عليه: لِمَ فُعل بهذا الرجل ما أري؟

قال بُکير: لأنّه شرير! فقال: إنّ قوماً هذا من شرارهم لَخيارٌ.

ثمّ إنّ طلحة والزبير وبّخا عثمان في أمر کعب وغيره، وقال طلحة: عند غِبّ الصَّدَرِ تُحْمَدُ عاقبة الوِرْد، فکتب في ردّ کعب وحمله إليه، فلمّا قدم عليه نزع

[صفحه 194]

ثوبه وقال: يا کعب اقتصّ، فعفا[4] .



صفحه 192، 193، 194.





  1. المُلْتَحَد: الملجأ (لسان العرب: 389:3).
  2. مثل يُضرب لمن خَبَرُه خير من مَرْآه. وأوّل من قاله المنذر ابن ماء السماء (مجمع الأمثال: 227:1).
  3. مدينة دَبَاوَنْد وهو المشهور الآن ب دماوند. قرب طهران عاصمة إيران وهي تقطع علي صفح جبل دماوند أعظم جبل في إيران.
  4. أنساب الأشراف: 153:6 وراجع الفتوح: 390:2 تا 394.