تولية أعداء الإسلام من أقربائه علي البلاد
1137- تاريخ المدينة عن المدائني: قال معاوية [لعثمان]: يا أميرالمؤمنين، إنّک [صفحه 157] قد بلغت من صِلتنا مايبلغه کريم قومٍ من صلة قوم[2] ؛ حملتَنا علي رقاب الناس، وجعلتَنا أوتاد الأرض، فخُذ کلَّ رجل منّا بعمله وما يليه يکْفِک. قال: فأخذ بقول معاوية، ورد عمّاله إلي أمصارهم[3] . 1138- إرشاد القلوب عن حذيفة بن اليمان: لمّا استُخلص عثمان بن عفّان آوي إليه عمّه الحکمَ بن العاص، وولده مروان، والحارث بن الحکم، ووجّه عمّاله في الأمصار. وکان فيمن عمَّلَه[4] عمرُ بن سفيان بن المغيرة بن أبي العاص بن اُميّة إلي مُشکان،[5] والحارث بن الحکم إلي المدائن،[6] فأقام بها مدة يتعسف أهلها، ويسي ء معاملتهم. فوفد منهم إلي عثمان وفد يشکوه، وأعلموه بسوء ما يعاملهم به، وأغلظوا عليه في القول، فولي حذيفة بن اليمان عليهم، وذلک في آخر أيامه[7] . 1139- مروج الذهب: کان عماله [عثمان ]جماعة، منهم: الوليد بن عقبة بن أبي معيط علي الکوفة، وهو ممن أخبر النبي صلي الله عليه و آله أنه من أهل النار، وعبد الله بن [صفحه 158] أبي سرح علي مصر، ومعاوية بن أبي سفيان علي الشام، وعبد الله بن عامر علي البصرة. وصرف عن الکوفة الوليد بن عقبة، وولاها سعيد بن العاص[8] . 1140- أنساب الأشراف: أما عبد الله بن سعد بن أبي سرح فإنه أسلم، وکان يکتب بين يدي رسول الله صلي الله عليه و آله؛ فيملي عليه: «الکافرين» فيجعلها «الظالمين»، ويملي عليه: «عزيز حکيم» فيجعلها «عليم حکيم»، وأشباه هذا. فقال: أنا أقول کما يقول محمّد، وآتي بمثل ما يأتي به محمّد، فأنزل اللَّه فيه: «وَمَنْ أَالأنعام: ظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَي عَلَي اللَّهِ کَذِبًا أَوْ قَالَ اُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْ ءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَآ أَنزَلَ اللَّهُ»[9] . وهرب إلي مکّة مرتدّاً، فأمر رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بقتله. وکان أخا عثمان بن عفّان من الرضاع؛ فطلب فيه أشدّ طلبٍ حتي کفّ عنه رسول اللَّه صلي الله عليه و آله. وقال: أما کان فيکم من يقوم إلي هذا الکلب قبل أن اُؤمّنه فيقتله!! فقال عمر- ويقال أبو اليسر-: لو أومأت إلينا، قتلناه.فقال: إنّي ما أقتل بإشارة؛ لأنّ الأنبياء لا يکون لهم خائنة الأعين.وکان يأتي النبيّ صلي الله عليه و آله، فيسلّم عليه. وولّاه عثمان مصر[10] . [صفحه 159] 1141- أنساب الأشراف: کان النبيّ صلي الله عليه و آله وجّه الوليد علي صدقات بني المُصطَلِق، فجاء فقال: إنّهم منعوا الصدقة، فنزل فيه: «إِن جَآءَکُمْ فَاسِقُ م»[11] [12] . 1142- البداية والنهاية: الوليد بن عقبة... قد ولّاه عمر صدقات بني تغلب، وولّاه عثمان نيابة الکوفة بعد سعد بن أبي وقّاص سنة خمس وعشرين[13] . 1143- الإمام عليّ عليه السلام: ما يُريد عثمان أن ينصحه أحدٌ!! اتّخذ بِطانةً[14] أهلَ غِشٍّ، ليس منهم أحد إلّا قد تسبّب بطائفة من الأرض؛ يأکل خراجها، ويستذلّ أهلها[15] . 1144- تاريخ الطبري- من کتاب اُنشئ للمعتضد في شأن بني اُميّة-: وأشدّهم في ذلک عداوة... أبو سفيان بن حرب، وأشياعه من بني اُميّة الملعونين في کتاب اللَّه، ثمّ الملعونين علي لسان رسول اللَّه في عدّة مواطن، وعدّة مواضع؛ لماضي علم اللَّه فيهم، وفي أمرهم، ونفاقهم... فمِمّا لعنهم اللَّه به علي لسان [صفحه 0160] نبيه صلي الله عليه و آله، وأنزل به کتاباً قوله: «وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْءَانِ وَ نُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَنًا کَبِيرًا»،[16] ولا اختلاف بين أحد أنّه أراد بها بني اُميّة.... ومنه ما يرويه الرواة من قوله [ أبي سفيان ]: « يا بني عبد مناف، تلقّفوها تلقّف الکرة، فما هناک جنّة ولا نار» وهذا کفر صراح، يلحقه به اللعنة من اللَّه، کما لحقت[17] . 1145- شرح نهج البلاغة: قال أبو سفيان في أيّام عثمان- وقد مرّ بقبر حمزة وضربه برجله وقال-: يا أبا عمارة، إنّ الأمر الذي اجتلدنا عليه بالسيف أمسي في يد غلماننا اليوم، يتلعّبون به![18] .136:16- الأغاني عن الحسن: دخل أبو سفيان علي عثمان بعد أن کُفّ بصره، فقال: هل علينا من عين؟[19] فقال له عثمان: لا. فقال: يا عثمان، إنّ الأمر أمر عالميّة، والملک ملک جاهليّة، فاجعل أوتاد الأرض بني اُميّة[20] . 1147- مروج الذهب: قد کان عمّار- حين بويع عثمان- بلغه قول أبي سفيان [صفحه 161] صخر بن حرب في دار عثمان عقيب الوقت الذي بويع فيه عثمان، ودخل داره ومعه بنو اُميّة، فقال أبو سفيان: أفيکم أحد من غيرکم- وقد کان عَمِيَ-؟ قالوا: لا. قال: يا بني اُميّة، تلقّفوها تلقّف الکرة، فوَالذي يحلف به أبو سفيان ما زلتُ أرجوها لکم، ولتصيرنَّ إلي صبيانکم وراثةً. فانتهره عثمان، وساءه ما قال. ونمي[21] هذا القول إلي المهاجرين والأنصار، وغير ذلک الکلام.فقام عمّار في المسجد فقال: يا معشر قريش، أما إذ صرفتم هذا الأمر عن أهل بيت نبيّکم ؛ هاهنا مرّة، وهاهنا مرّة، فما أنا بآمَن من أن ينزعه اللَّه منکم فيضعه في غيرکم، کما نزعتموه من أهله ووضعتموه في غير أهله![22] . 1148- أنساب الأشراف: کان عثمان ولّي الحارث [بن الحکم] السوقَ، فکان يشتري الجَلَب[23] بحَکَمه،[24] ويبيعه بسَوْمه،[25] ويجبي مقاعد المتسوّقين، ويصنع صنيعاً منکراً. فکُلّم في إخراج السوق من يده، فلم يفعل[26] . [صفحه 162] 1149- الاستيعاب: إنّه [شبل بن خالد] دخل علي عثمان حين لم يکن عنده غير اُموي، فقال: ما لکم معشر قريش، أما فيکم صغير تريدون أن ينبُل، أو فقير تريدون غِناه، أو خامل تريدون التنويه باسمه!! علامَ أقطعتم هذا الأشعري العراق، يأکلها خَضْماً؟! فقال عثمان: ومن لها؟ فأشاروا بعبداللَّه بن عامر، وهو ابن ستّ عشرة سنة، فولّاه حينئذٍ[27] . راجع: القسم السادس/وقعة الجمل/هويّة رؤساء الناکثين/عبداللَّه بن عامر.
1136- الآثار عن أبي حنيفة: بلغني أنّ عمر بن الخطّاب قال: لو ولّيتها عثمان لحمل آل أبي معيط علي رقاب الناس، واللَّه لو فعلتُ لفعل! ولو فعل لأوشکوا أن يسيروا إليه حتي يجزّوا رأسه!![1] .
صفحه 157، 158، 159، 112، 161، 162.