ردّ طرداء رسول اللَّه











ردّ طرداء رسول اللَّه



1132- مروج الذهب: قدم علي عثمان عمّه الحکمُ بن أبي العاص وابنُه مروان

[صفحه 155]

وغيرهما من بني اُميّة، والحکم هو طريد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله؛ الذي غرَّبه عن المدينة، ونفاه عن جواره[1] .

1133- تاريخ اليعقوبي: کتب عثمان إلي الحکم بن أبي العاص أن يقدم عليه، وکان طريد رسول اللَّه- وقد کان عثمان لمّا ولّي أبو بکر اجتمع هو وقوم من بني اُميّة إلي أبي بکر، فسألوه في الحکم، فلم يأذن له، فلمّا ولّي عمر فعلوا ذلک، فلم يأذن له فأنکر الناس إذنه له.

وقال بعضهم: رأيت الحکم بن أبي العاص يوم قدم المدينة عليه فزر خلق،[2] وهو يسوق تَيساً، حتي دخل دار عثمان، والناس ينظرون إلي سوء حاله وحال مَن معه، ثمّ خرج وعليه جبّة خزّ وطيلسان[3] .

1134- العقد الفريد: لمّا ردّ عثمانُ الحکمَ بن أبي العاصي؛ طريد النبيّ صلي الله عليه و آله، وطريد أبي بکر وعمر إلي المدينة، تکلّم الناس في ذلک. فقال عثمان: ما ينقم الناس منّي! إنّي وصلتُ رحماً، وقرّبتُ قرابة[4] .

1135- أنساب الأشراف عن هشام الکلبي عن أبيه: إنّ الحکم بن أبي العاص بن اُميّةعمّ عثمان بن عفّان بن أبي العاص بن اُميّة- کان جاراً لرسول اللَّه صلي الله عليه و آله في الجاهليّة، وکان أشدَّ جيرانه أذيً له في الإسلام، وکان قدومه المدينة بعد فتح مکّة، وکان مغموصاً[5] عليه في دينه. فکان يمرّ خلف رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فيغمز به،

[صفحه 156]

ويحکيه، ويخلج بأنفه وفمه، وإذا صلّي قام خلفه فأشار بأصابعه. فبقي علي تخليجه، وأصابته خبلة.

واطّلع علي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله ذات يوم وهو في بعض حُجَر نسائه، فعرفه، وخرج إليه بعنزة، وقال: من عذيري من هذا الوزغة اللعين. ثمّ قال: لا يساکنني ولا ولده. فغرَّبهم جميعاً إلي الطائف.

فلمّا قبض رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، کلّم عثمانُ أبا بکر فيهم، وسأله ردّهم، فأبي ذلک، وقال: ما کنت لآوي طُرداء رسول اللَّه صلي الله عليه و آله. ثمّ لمّا استُخلف عمر کلّمه فيهم، فقال مثل قول أبي بکر.

فلمّا استُخلف عثمان أدخلهم المدينة، وقال: قد کنت کلّمت رسول اللَّه فيهم وسألتُه ردَّهم، فوعدني أن يأذن لهم، فقُبض قبل ذلک. فأنکر المسلمون عليه إدخاله إيّاهم المدينة[6] .



صفحه 155، 156.





  1. مروج الذهب: 343:2 وراجع تاريخ أبي الفداء: 169:1.
  2. الفَزْر: الفسخ في الثوب، والفِزَر: الشقوق. وخَلَق الشي ءُ وخَلُق: بلِيَ (لسان العرب 88:1053:5).
  3. تاريخ اليعقوبي: 164:2.
  4. العقد الفريد: 308:3.
  5. رجل مَغموصٌ عليه في حَسَبه أو في دينه: أي مطعون عليه (لسان العرب: 61:7).
  6. أنساب الأشراف: 135:6 وراجع الأوائل لأبي هلال: 127.