الاصرار علي استئثار الأقرباء











الاصرار علي استئثار الأقرباء



1128- مسند ابن حنبل عن سالم بن أبي الجعد: دعا عثمان ناساً من أصحاب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله؛ فيهم عمّار بن ياسر، فقال: إنّي سائلُکم، وإنّي اُحبّ أن تصدقوني: نشدتکم اللَّه! أتعلمون أنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله کان يؤثر قريشاً علي سائر الناس، ويؤثر بني هاشم علي سائر قريش؟! فسکت القوم.

فقال عثمان: لو أنّ بيدي مفاتيح الجنّة لأعطيتها بني اُميّة، حتي يدخلوا من عند آخرهم!![1] .

1129- أنساب الأشراف عن أبي مخنف- في إسناده-: کان في بيت المال بالمدينة سَفَط،[2] فيه حَلْي وجوهر، فأخذ منه عثمان ما حلّي به بعض أهله. فأظهر الناس الطعن عليه في ذلک، وکلّموه فيه بکلامٍ شديد، حتي أغضبوه.

[صفحه 154]

فخطب فقال:

لنأخذنّ حاجتنا من هذا الفي ء، وإن رَغِمت اُنوف أقوام.

فقال له عليّ: إذاً تُمْنع من ذلک، ويُحال بينک وبينه.

وقال عمّار بن ياسر: اُشهد اللَّه أنّ أنفي أوّل راغم من ذلک[3] .

1130- تاريخ الطبري عن عثمان: إنّ عمر کان يمنع أهله وأقرباءه ابتغاء وجه اللَّه، وإنّي اُعطي أهلي وأقربائي ابتغاء وجه اللَّه[4] .

1131- أنساب الأشراف عن الزهري: لمّا ولّي عثمان عاش اثنتي عشرة سنة أميراً؛ فمکث ستّ سنين لا ينقم الناس عليه شيئاً، وإنّه لأحبُّ إلي قريش من عُمر؛ لشدّة عمر، ولين عثمان لهم، ورفقه بهم.

ثمّ توانَي في أمرهم، واستعمل أقاربه وأهل بيته في الستّ الأواخر، وأهملهم. وکتب لمروان بن الحکم بخُمس إفريقيّة، وأعطي أقاربه المال، وتأوّل في ذلک الصلة التي أمر اللَّه بها، واتّخذ الأموال، واستسلف من بيت المال مالاً.

وقال: إنّ أبا بکر وعمر ترکا من هذا المال ما کان لهما، وإنّي آخذه فأصِل به ذوي رحمي. فأنکر الناس ذلک عليه[5] .



صفحه 154.





  1. مسند ابن حنبل 439:136:1، تاريخ الإسلام للذهبي: 432:3، تاريخ المدينة: 1098:3، تاريخ دمشق: 252:39، البداية والنهاية: 178:7.
  2. السَّفَط: الذي يعبّي فيه الطيب وما أشبهه من أدوات النساء (تاج العروس: 281:10).
  3. أنساب الأشراف: 161:6، شرح نهج البلاغة: 49:3؛ الشافي: 289:4، الدرجات الرفيعة: 262.
  4. تاريخ الطبري: 226:4.
  5. أنساب الأشراف: 133:6، الطبقات الکبري: 64:3، تاريخ الإسلام للذهبي: 431:3.