موقف الإمام من خلافته
1035- الإمام عليّ عليه السلام- في ذکر السقيفة ومابعدها-: فرأيت أنّ الصبر علي هاتا أحجَي[1] ، فصبرت وفي العين قذي، وفي الحلق شجاً، أري تُراثي[2] نَهباً، حتي مضي الأوّل لسبيله، فأدلي بها إلي فلانٍ بعده.
شَتّانَ ما يَومِي علي کُورها
ويومُ حَيّانَ أخي جابِرِ[3] .
فيا عجباً!! بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته- لَشدّ ما تَشطَّرا ضرعيها!- فصيّرها في حوزةٍ خَشناء يغلظ کَلْمُها،[4] ويخشن مسُّها، ويکثر العثار فيها، والاعتذار منها، فصاحبها کراکب الصَّعبة إن أشنق لها خَرَم، وإن أسْلس لها تقحّم[5] فمُني الناس- لعمر اللَّه- بخَبطٍ وشِماس،[6] وتلوُّنٍ واعتراض[7] .
[صفحه 87]
صفحه 87.
- أي أجدَر وأولي وأحقَّ (النهاية: 348:1).
- التراث: ما يُخَلِّفه الرجل لورثته (النهاية: 186:1).
- هذا البيت هو للأعشي، وقد تمثّل به عليه السلام.
- الکَلْم: الجَرْح (النهاية: 199:4).
- قال الشريف الرضي- في ذيل الخطبة: قوله عليه السلام: «کراکب الصعبة إن أشنق لها خرم، وإن أسلس لها تقحّم» يريد: أنّه إذا شدّد عليها في جذْب الزمام وهي تُنازعه رأسَها خرم أنفها، وإن أرخي لها شيئاً مع صعوبتها تقحّمت به فلم يملکها، يقال: أشنَقَ الناقةَ: إذا جذَب رأسَها بالزمام فرفعه، وشنَقَها أيضاً. ذکر ذلک ابن السکّيت في «إصلاح المنطق»، وإنّما قال: «أشنق لها» ولم يقل: «أشنقها» لأنّه جعله في مقابلة قوله: «أسلس لها»، فکأنّه عليه السلام قال: إن رفع لها رأسها بمعني أمسکه عليها بالزمام.
- شَمَسَت الدابَّةُ والفَرس: شَرَدتْ وجَمَحَتْ ومَنَعتْ ظَهْرَها (لسان العرب: 113:6).
- نهج البلاغة: الخطبة 3، المناقب لابن شهر آشوب: 204:2، معاني الأخبار: 1:361، علل الشرائع: 12:150، الإرشاد: 287:1، الاحتجاج: 105:452:1 والأربعة الأخيره عن ابن عبّاس، الأمالي للطوسي: 803:373 عن زرارة عن الإمام الباقر عليه السلام عن ابن عبّاس وعن الإمام الباقر عن أبيه عن جدّه عليهم السلام، نثر الدرّ: 275:1؛ تذکرة الخواصّ: 124 والسبعة الأخيرة نحوه.