بغض قريش











بغض قريش



1016- نثر الدرّ عن ابن عبّاس: وقع بين عليّ وعثمان کلام، فقال عثمان: ما أصنع بکم إن کانت قريش لا تحبّکم! وقد قتلتم منهم يوم بدرٍ سبعين، کأنّ

[صفحه 72]

وجوههم شنوف[1] الذهب، تشرب آنُفُهم[2] قبل شِفاههم![3] .

1017- شرح نهج البلاغة- في بيان علّة شدّة بغض الوليد عليّاً عليه السلام-: إنّ عليّاً عليه السلام قتل أباه عقبة بن أبي معيط صبراً يوم بدر، وسمّي الفاسق بعد ذلک في القرآن لنزاعٍ وقع بينه وبينه[4] .

1018- فرائد السمطين عن نبيط بن شريط: خرجت مع عليّ بن أبي طالب عليه السلام، ومعنا عبداللَّه بن عبّاس، فلمّا صرنا إلي بعض حيطان الأنصار وجدنا عمر جالساً ينکت في الأرض. فقال له عليّ بن أبي طالب عليه السلام: يا أميرالمؤمنين، ما الذي أجلسک وحدک ها هنا؟

قال: لأمرٍ همّني.

قال عليّ عليه السلام: أفتريد أحدنا؟

قال عمر: إن کان عبداللَّه.

فتخلّف معه عبداللَّه بن عبّاس، ومضيت مع عليّ عليه السلام، وأبطأ علينا ابن عبّاس، ثمّ لحق بنا.

فقال له عليّ عليه السلام: ما وراؤک؟

قال: يا أبا الحسن! اُعجوبة من عجائب أميرالمؤمنين اُخبرک بها واکتم عليّ!! قال: فهلمّ. قال: لمّا أن ولّيت قال عمر- وهو ينظر إلي أثرک-: آه، آه، آه. فقلت: ممّ تأوّه يا أميرالمؤمنين؟!

[صفحه 73]

قال: من أجل صاحبک يابن عبّاس وقد اُعطي ما لم يُعطَه أحدٌ من آل النبيّ صلي الله عليه و آله، ولولا ثلاث هنّ فيه ما کان لهذا الأمر من أحدٍ سواه!!

قلت: ما هنّ يا أميرالمؤمنين؟

قال: کثرة دعابته، وبغض قريش له، وصغر سنّه!!

قال: فما رددتَ عليه؟

قال: داخلني ما يدخل ابن العمّ لابن عمّه، فقلت: يا أميرالمؤمنين! أمّا کثرة دعابته: فقد کان النبيّ صلي الله عليه و آله يُداعب فلا يقول إلّا حقّاً، وأين أنت حيث کان رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول- ونحن حوله صبيان وکهول وشيوخ وشبّان ويقول- للصبيّ: «سناقاً، سناقاً»، ولکلّ ما يعلمه اللَّه يشتمل علي قلبه!

وأمّا بغض قريش له، فوَاللَّه ما يبالي ببغضهم له بعد أن جاهدهم في اللَّه حين أظهر اللَّه دينه، فقصم أقرانها، وکسر آلهتها، وأثکل نساءها؛ لامه من لامه. وأمّا صغر سنّه، فقد علمت أنّ اللَّه تعالي حيث أنزل عليه: «بَرَآءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ي»[5] فوجّه النبيّ صلي الله عليه و آله صاحبه ليبلّغ عنه، فأمره اللَّه أن لا يبلّغ عنه إلّا رجل من أهله، فوجّهه به، فهل استصغر اللَّه سنّه!!

فقال عمر لابن عبّاس: أمسک عليَّ، واکتم، فإن سمعتها من غيرک لم أنم بين لابتيها[6] .



صفحه 72، 73.





  1. الشَنْف: الذي يُلبس في أعلي الاُذن، والذي في أسفلها القُرط، وقيل: الشَّنْفُ والقرط سواء (لسان العرب: 183:9).
  2. الآنُف- کالآناف والاُنوف-: جميع الأنف (اُنظر لسان العرب: 12:9).
  3. نثر الدرّ: 68:2؛ شرح نهج البلاغة: 22:9.
  4. شرح نهج البلاغة: 8:2.
  5. التوبة: 1.
  6. فرائد السمطين: 258:334:1.