عدم الناصر











عدم الناصر



1004- الإمام الحسن عليه السلام- في خطبته حين أجمع علي صلح معاوية-: قد کفّ أبي يده، وناشدهم، واستغاثَ أصحابَه، فلم يُغَث، ولم يُنصر، ولو وَجد عليهم

[صفحه 64]

[أي المتقدّمين عليه في الخلافة] أعواناً ما أجابهم[1] .

1005- الأمالي للمفيد عن أبي عليّ الهمداني: إنّ عبد الرحمن بن أبي ليلي قام إلي أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال: يا أميرالمؤمنين، إنّي سائلک لآخذ عنک، وقد انتظرنا أن تقول من أمرک شيئاً فلم تُقله، ألا تحدّثنا عن أمرک هذا؛ أکان بعهد من رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، أو شي ء رأيته؛ فإنّا قد أکثرنا فيک الأقاويل، وأوثقه عندنا ما قبلناه عنک وسمعناه من فيک إنّا کنّا نقول: لو رجعَت إليکم بعد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله لم ينازعکم فيها أحد، واللَّه ما أدري إذا سئلت ما أقول!! أزعم أنّ القوم کانوا أولي بما کانوا فيه منک! فإن قلت ذلک، فعلامَ نصبک رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بعد حجّة الوداع فقال: «أيّها الناس، من کنت مولاه فعليّ مولاه»؟! وإن تکُ أولي منهم بما کانوا فيه فعلامَ نتولّاهم؟!

فقال أميرالمؤمنين عليه السلام: يا عبد الرحمن، إنّ اللَّه تعالي قبض نبيّه صلي الله عليه و آله وأنا يوم قبضه أولي بالناس منّي بقميصي هذا، وقد کان من نبي اللَّه إليّ عهد لو خزمتموني[2] بأنفي لأقررتُ؛ سمعاً للَّه وطاعة، وإنّ أوّل ما انتقصناه بعده إبطال حقّنا في الخمس. فلمّا رقّ أمرنا طمعت رعيان البهم من قريش فينا.

وقد کان لي علي الناس حقّ، لو ردّوه إليّ عفواً قبلتُه، وقمت به، وکان إلي أجلٍ معلوم، وکنت کرجلٍ لَه علي الناس حقٌّ إلي أجل؛ فإن عجّلوا له مالَه أخذَه وحمدَهم عليه، وإن أخّروه أخذَه غيرَ محمودين، وکنت کرجلٍ يأخذ السهولة

[صفحه 65]

وهو عند الناس محزون.

وإنّما يُعرف الهدي بقلّة من يأخذه من الناس، فإذا سکتّ فاعفوني؛ فإنّه لو جاء أمر تحتاجون فيه إلي الجواب أجبتُکم، فکفّوا عنّي ما کففتُ عنکم.

فقال عبد الرحمن: يا أميرالمؤمنين، فأنت لعمرک کما قال الأوّل:


لَعمرکَ لقدْ أيقظتُ مَن کان نائماً
وأسمعتُ من کانَت له اُذُنانِ[3] .


1006- الکافي عن سدير: کنّا عند أبي جعفر عليه السلام، فذکرنا ما أحدث الناس بعد نبيّهم صلي الله عليه و آله، واستذلالهم أميرالمؤمنين عليه السلام، فقال رجل من القوم: أصلحک اللَّه، فأين کان عزّ بني هاشم وما کانوا فيه من العدد؟! فقال أبو جعفر عليه السلام: ومَن کان بقي من بني هاشم إنّما کان جعفر وحمزة، فمضيا، وبقي معه رجلان ضعيفان ذليلان، حديثا عهد بالإسلام؛ عبّاس وعقيل، وکانا من الطلقاء، أما واللَّه لو أنّ حمزة وجعفراً کانا بحضرتهما ما وصلا إلي ما وصلا إليه، ولو کانا شاهديهما لأتلفا نفسَيهما[4] .

راجع: استنصار الإمام المهاجرين والأنصار.



صفحه 64، 65.





  1. الأمالي للطوسي: 1174:566 عن عبد الرحمن بن کثير عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه عليهم السلام.
  2. يقال: خَزَمتُ البعير بالخِزامَة؛ وهي حَلْقة من شَعر تُجعل في وَترَة أنفه يُشدّ فيها الزمام (الصحاح: 1911:5).
  3. الأمالي للمفيد: 2:223، الأمالي للطوسي: 8 تا 9، شرح الأخبار: 563:260:2 نحوه.
  4. الکافي: 216:189:8.