مخافة ارتداد الناس
1000- الطرائف عن أبي الطفيل عامر بن واثلة: کنت علي الباب يوم الشوري، فارتفعت الأصوات بينهم، فسمعت عليّاً عليه السلام يقول: بايع الناس أبا بکر وأنا واللَّه أولي بالأمر منه، وأحقّ به منه! فسمعتُ وأطعتُ مخافةَ أن يرجع القوم کفّاراً، ويضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف. ثمّ بايع الناس أبا بکر لعمر، وأنا أولي بالأمر منه! فسمعتُ وأطعتُ مخافةَ أن يرجع الناس کفّاراً. ثمّ أنتم تريدون أن تبايعوا عثمانَ!![2] . 1001- الإمام عليّ عليه السلام- في کتابه إلي أهل مصر مع مالک الأشتر لمّا ولّاه إمارتها:[3] أمّا بعد، فإنّ اللَّه سبحانه بعث محمّداً صلي الله عليه و آله نذيراً للعالمين، ومهيمناً علي المرسلين، فلمّا مضي عليه السلام تنازع المسلمون الأمرَ من بعده، فوَاللَّه ما کان يُلقي في رَوعي ولا يخطر ببالي أنّ العرب تزعج هذا الأمر من بعده صلي الله عليه و آله عن أهل بيته، ولا أنّهم مُنحّوه عنّي من بعده! فما راعني إلّا انثيال الناس علي فلانٍ يبايعونه، فأمسکتُ يدي حتي رأيتُ راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام؛ يدعون إلي محق دين محمّدٍ صلي الله عليه و آله، فخشيتُ إن لم أنصر الإسلام وأهلَه أن أري فيه ثلماً أو [صفحه 63] هدماً، تکون المصيبة به عليّ أعظم من فوت ولايتکم التي إنّما هي متاع أيّامٍ قلائل، يزول منها ما کان کما يزول السراب، أو کما يتقشّع السحاب، فنهضتُ في تلک الأحداث، حتي زاح الباطل وزهق، واطمأنّ الدينُ وتَنَهْنه[4] [5] . 1002- شرح نهج البلاغة: روي عنه [عليّ] عليه السلام أنّ فاطمة عليهاالسلام حرّضته يوماً علي النهوض والوثوب، فسمع صوت المؤذّن: أشهد أنّ محمّداً رسول اللَّه، فقال لها: أيَسرّکِ زوال هذا النداء من الأرض؟ قالت: لا. قال: فإنّه ما أقول لک[6] . 1003- الإمام الباقر عليه السلام: إنّ الناس لمّا صنعوا ما صنعوا إذ بايعوا أبا بکر، لم يمنع أميرالمؤمنين عليه السلام من أن يدعو إلي نفسه إلّا نظراً للناس، وتخوّفاً عليهم أن يرتدّوا عن الإسلام؛ فيعبدوا الأوثان، ولا يشهدوا أن لا إله إلّا اللَّه، وأنّ محمّداً رسول اللَّه صلي الله عليه و آله... وبايع مکرهاً؛ حيث لم يجد أعواناً[7] .
999- الشافي عن موسي بن عبداللَّه بن الحسن: أبَت أسلمُ أن تبايعَ، وقالوا: ما کنّا نبايع حتي يبايع بريدة؛ لقول النبيّ صلي الله عليه و آله لبريدة: عليّ وليّکم من بعدي. فقال عليّ عليه السلام: يا هؤلاء، إنّ هؤلاء خيّروني أن يظلموني حقّي واُبايعهم، أو ارتدّت الناس حتي بلغت الردّة اُحداً! فاخترتُ أن اُظلم حقّي وإن فعلوا ما فعلوا[1] .
صفحه 63.