مخافة الفرقة











مخافة الفرقة



994- الشافي عن موسي بن عبداللَّه بن الحسن: إنّ عليّاً عليه السلام قال لهم [للمتخلّفين عن بيعة أبي بکر]: بايعوا؛ فإنّ هؤلاء خيّروني أن يأخذوا ما ليس لهم، أو اُقاتلهم واُفرّق أمر المسلمين[1] .

995- الشافي عن سفيان بن فروة عن أبيه: جاء بريدة حتي رکز رايته في وسط أسلم، ثمّ قال: لا اُبايع حتي يبايع عليّ! فقال عليّ عليه السلام: يا بريدة، ادخل فيما دخل فيه الناس، فإنّ اجتماعهم أحبّ إليّ من اختلافهم اليوم[2] .

996- شرح نهج البلاغة عن عبداللَّه بن جنادة: قدِمت من الحجاز اُريد العراق، في أوّل إمارة عليّ عليه السلام، فمررت بمکّة، فاعتمرت، ثمّ قدمت المدينة، فدخلت مسجد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، إذ نودي: الصلاة جامعة، فاجتمع الناس، وخرج عليّ عليه السلام متقلّداً سيفه، فشخصت الأبصار نحوه، فحمد اللَّه وصلّي علي رسوله صلي الله عليه و آله، ثمّ قال:

أمّا بعد، فإنّه لمّا قبض اللَّه نبيّه صلي الله عليه و آله قلنا: نحن أهله، وورثته، وعترته، وأولياؤه، دون الناس، لا ينازعنا سلطانه أحد، ولا يطمع في حقّنا طامع! إذ انبري لنا قومنا فغصبونا سلطان نبيّنا، فصارت الإمرة لغيرنا، وصرنا سوقة، يطمع فينا الضعيف، ويتعزّز علينا الذليل؛ فبکت الأعين منّا لذلک، وخشنت الصدور،

[صفحه 61]

وجزعت النفوس.

وايم اللَّه، لولا مخافة الفرقة بين المسلمين، وأن يعود الکفر، ويبور الدين، لکنّا علي غيرما کنّا لهم عليه، فولي الأمر ولاة لم يألوا الناس خيراً[3] .

997- الإمام عليّ عليه السلام- من خطبته بذي قار:[4] قد جرت اُمور صبرنا فيها وفي أعيننا القذي؛ تسليماً لأمر اللَّه تعالي فيما امتحننا به؛ رجاء الثواب علي ذلک، وکان الصبر عليها أمثل من أن يتفرّق المسلمون، وتُسفک دماؤهم.

نحن أهل بيت النبوّة، وأحقّ الخلق بسلطان الرسالة، ومعدن الکرامة التي ابتدأ اللَّه بها هذه الاُمّة. وهذا طلحة والزبير- ليسا من أهل النبوّة، ولا من ذرّيّة الرسول- حين رأيا أنّ اللَّه قد ردّ علينا حقّنا بعد أعصر، فلم يصبرا حولاً واحداً، ولا شهراً کاملاً، حتي وثبا علي دأب الماضين قبلهما؛ ليذهبا بحقّي، ويُفرّقا جماعة المسلمين عنّي[5] .

998- عنه عليه السلام- من خطبته قبل حرب الجمل-: إنّ النبيّ صلي الله عليه و آله حين قُبض کنّا نحن أهل بيته، وعصبته، وورثته، وأولياءه، وأحقّ خلق اللَّه به، لا ننازع في ذلک... فانتزعوا سلطان نبيّنا منّا، وولّوه غيرنا، وايم اللَّه فلولا مخافة الفرقة بين المسلمين أن يعودوا إلي الکفر لکنّا غيّرنا ذلک ما استطعنا![6] .

راجع: وعي الإمام في مواجهة الفتنة.

[صفحه 62]



صفحه 61، 62.





  1. الشافي: 243:3، الصراط المستقيم: 111:3 وفي صدره «وروي إبراهيم بطريقين إنّ عليّاً قال لبريدة ولجماعة اُخر أبوا البيعة»، بحارالأنوار: 392:28.
  2. الشافي: 243:3، الدرجات الرفيعة: 403، بحارالأنوار: 392:28.
  3. شرح نهج البلاغة: 307:1؛ الإرشاد: 245:1، الجمل: 437 وفيهما من «أمّا بعد...».
  4. ذُوقار:موضع بين الکوفة وواسط، وهو إلي الکوفة أقرب، فيه کان يوم ذي قار المشهور بين الفرس والعرب (تقويم البلدان: 292).
  5. الإرشاد: 249:1.
  6. الجمل: 437 عن اُمّ راشد مولاة اُمّ هانئ، الأمالي للمفيد: 6:155 عن الحسن بن سلمة.