الهجوم علي بيت فاطمة بنت رسول اللَّه











الهجوم علي بيت فاطمة بنت رسول اللَّه



961- أنساب الاشراف عن ابن عبّاس: بعث أبو بکر عمر بن الخطّاب إلي عليّ حين قعد عن بيعته وقال: ائتني به بأعنف العنف، فلمّا أتاه جري بينهما کلام فقال عليّ: احلب حلباً لک شطره، واللَّه ما حرصک علي إمارته اليوم إلّا ليؤمّرک غداً[1] .

962- أنساب الأشراف عن سليمان التيمي وعن ابن عون: أنّ أبا بکر أرسل إلي

[صفحه 41]

عليّ يريد البيعة، فلم يبايع. فجاء عمر، ومعه قَبَس، فتلقّته فاطمةُ علي الباب، فقالت فاطمة: يابن الخطاب!! أتراک محرّقاً عليَّ بابي؟! قال: نعم!!، وذلک أقوي فيما جاء به أبوک[2] .

963- تاريخ الطبري عن زياد بن کليب: أتي عمر بن الخطّاب منزل عليّ وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين، فقال: واللَّه لاُحرقنّ عليکم أو لتخرجنّ إلي البيعة. فخرج عليه الزبير مصلتاً بالسيف، فعثر فسقط السيف من يده، فوثبوا عليه فأخذوه[3] .

964- تاريخ اليعقوبي: بلغ أبا بکر وعمر أنّ جماعة من المهاجرين والأنصار قد اجتمعوا مع عليّ بن أبي طالب في منزل فاطمة بنت رسول اللَّه، فأتوا في جماعة حتي هجموا الدار... ودخلوا الدار فخرجت فاطمة فقالت: واللَّه لتخرجنّ أو لأکشفنّ شعري ولأعجّنّ إلي اللَّه. فخرجوا وخرج من کان في الدار، وأقام القوم أيّاماً، ثمّ جعل الواحد بعد الواحد يبايع، ولم يبايع عليّ إلّا بعد ستّة أشهر[4] .

965- الإمامة والسياسة: إنّ أبا بکر تفقّد قوماً تخلّفوا عن بيعته عند عليّ کرّم اللَّه وجهه، فبعث إليهم عمر، فجاء فناداهم وهم في دار عليّ، فأبوا أن يخرجوا، فدعا بالحطب وقال: والذي نفس عمر بيده، لتخرجنّ أو لاُحرقنّها علي من فيها، فقيل له: يا أبا حفص، إنّ فيها فاطمة. فقال: وإنْ!!

فخرجوا فبايعوا إلّا عليّاً؛ فإنّه زعم أنّه قال: حلفت أن لا أخرج ولا أضع

[صفحه 42]

ثوبي علي عاتقي حتي أجمع القرآن، فوقفت فاطمة رضي اللَّه عنها علي بابها فقالت: لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منکم، ترکتم رسول اللَّه صلي الله عليه و آله جنازةً بين أيدينا، وقطعتم أمرکم بينکم، لم تستأمرونا، ولم تردّوا لنا حقّاً.

فأتي عمر أبا بکر فقال له: ألا تأخذ هذا المتخلّف عنک بالبيعة؟ فقال أبو بکر لقنفد- وهو مولي له-: اذهب فادعُ لي عليّاً، فذهب إلي عليّ فقال له: ما حاجتک؟ فقال: يدعوک خليفة رسول اللَّه، فقال عليّ: لَسريعُ ما کذبتم علي رسول اللَّه. فرجع فأبلغ الرسالة، فبکي أبو بکر طويلاً.

فقال عمر الثانية: لا تمهل هذا المتخلّف عنک بالبيعة، فقال أبو بکر لقنفد: عُد إليه فقل له: خليفة رسول اللَّه يدعوک لتبايع، فجاءه قنفد، فأدّي ما اُمر به، فرفع عليٌّ صوته فقال: سبحان اللَّه! لقد ادّعي ما ليس له. فرجع قنفد فأبلغ الرسالة، فبکي أبو بکر طويلاً.

ثمّ قام عمر فمشي معه جماعة، حتي أتَوا باب فاطمة، فدقّوا الباب، فلمّا سمعت أصواتهم نادت بأعلي صوتها: يا أبتِ يا رسول اللَّه! ماذا لقينا بعدک من ابن الخطّاب وابن أبي قحافة؟!!

فلمّا سمع القوم صوتها وبکاءها انصرفوا باکين، وکادت قلوبهم تنصدع، وأکبادهم تنفطر، وبقيَ عمر ومعه قوم، فأخرجوا عليّاً، فمضوا به إلي أبي بکر، فقالوا له: بايع، فقال: إن أنا لم أفعل فمَهْ؟ قالوا: إذاً واللَّه الذي لا إله إلّا هو نضرب عنقک، فقال: إذاً تقتلون عبداللَّه وأخا رسوله، قال عمر: أمّا عبداللَّه فنعم، وأمّا أخو رسوله فلا، وأبو بکر ساکت لا يتکلّم، فقال له عمر: أ لا تأمر فيه بأمرک؟ فقال: لا اُکرهه علي شي ء ما کانت فاطمة إلي جنبه.

فلحق عليّ بقبر رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يصيح ويبکي، وينادي: يابن اُمّ! إنّ القوم

[صفحه 43]

استضعفوني وکادوا يقتلونني[5] [6] .

966- تاريخ اليعقوبي عن أبي بکر- قُبيل موته-: ما آسي إلّا علي ثلاث خصال صنعتها ليتني لم أکن صنعتها، وثلاث لم أصنعها ليتني کنت صنعتها، وثلاث ليتني کنت سألت رسول اللَّه عنها.

فأمّا الثلاث التي صنعتها فليت أنّي لم أکن تقلّدت هذا الأمر، وقدّمت عمر بين يديّ؛ فکنت وزيراً خيراً منّي أميراً، وليتني لم اُفتّش بيت فاطمة بنت رسول اللَّه واُدخله الرجال ولو کان اُغلق علي حرب، وليتني لم اُحرّق الفجاءة السلمي؛ إمّا أن أکون قتلته سَريحاً[7] أو أطلقته نجيحاً[8] .



صفحه 41، 42، 43.





  1. أنساب الأشراف: 269:2، الإمامة والسياسة: 29:1 نحوه وفيه «واشدد له اليوم أمره يردده عليک غداً» بدل «واللَّه ما...»؛ الشافي: 240:3 عن ابن عبّاس، الاحتجاج: 36:183:1 نحوه وفيه «اشدد له اليوم ليردّ عليک غداً» بدل «واللَّه ما...».
  2. أنساب الأشراف: 268:2؛ بحارالأنوار: 389:28.
  3. تاريخ الطبري: 202:3، شرح نهج البلاغة: 56:2 عن سلمة بن عبد الرحمن و ج 48:6 عن أبي زيد عمر بن شبّه عن رجاله وکلاهما نحوه.
  4. تاريخ اليعقوبي: 126:2.
  5. إشارة إلي الآية 150 من سورة الأعراف.
  6. الإمامة والسياسة: 30:1 وراجع الاحتجاج: 38:207:1.
  7. أمر سَريح: أي معجّل (لسان العرب: 479:2).
  8. تاريخ اليعقوبي: 137:2، الخصال: 228:171؛ تاريخ الطبري: 430:3، تاريخ الإسلام للذهبي: 117:3، الأموال: 353:144 وفيه «وددت أنّي لم أکن فعلت کذا وکذا- لخلّة ذکرها» بدل «لم اُفتّش بيت فاطمة... الحرب»، العقد الفريد: 279:3، تاريخ دمشق: 418:30 و ص 419، شرح نهج البلاغة: 46:2، الإمامة والسياسة: 36:1 کلّها نحوه.