كلام الإمام لمّا وصل إليه خبر السقيفة











کلام الإمام لمّا وصل إليه خبر السقيفة



957- الإرشاد: لمّا تمّ، لأبي بکر ما تمّ، وبايعه من بايع، جاء رجل إلي أميرالمؤمنين عليه السلام وهو يسوّي قبر رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بمسحاةٍ في يده فقال له: إنّ القوم قد بايعوا أبا بکر، ووقعت الخذلة في الأنصار لاختلافهم، وبدرَ الطلقاء بالعقد للرجل خوفاً من إدراککم الأمر. فوضع طرف المسحاة في الأرض ويده عليها ثمّ قال: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ× الم × أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَکُواْ أَن يَقُولُواْء َامَنَّا وَ هُمْ لَا يُفْتَنُونَ × وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَ لَيَعْلَمَنَّ الْکَذِبِينَ × أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيَِّاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَآءَ مَا يَحْکُمُونَ»[1] [2] .

958- نهج البلاغة: قالوا: لمّا انتهت إلي أميرالمؤمنين عليه السلام أنباء السقيفة بعد وفاة رسول اللَّه صلي الله عليه و آله قال عليه السلام: ما قالت الأنصار؟ قالوا: قالت: منّا أميرومنکم أمير. قال عليه السلام: فهلّا احتججتم عليهم بأنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وصّي بأن يُحسن إلي مُحسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم؟ قالوا: وما في هذا من الحجّة عليهم؟ فقال عليه السلام: لو کانت الإمامة فيهم لم تکن الوصيّة بهم.

ثمّ قال عليه السلام: فماذا قالت قريش؟ قالوا: احتجّت بأنّها شجرة الرسول صلي الله عليه و آله،

[صفحه 36]

فقال عليه السلام: احتجّوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة[3] .

959- نثر الدرّ: واُخبر [عليّ] عليه السلام بقول الأنصار يوم السقيفة لقريش: منّا أميرومنکم أمير، فقال: أذکّرتموهم قول رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: استوصوا بالأنصار خيراً؛ اقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم؟ قالوا: وما في ذلک؟ قال: کيف تکون الإمامة لهم مع الوصيّة بهم؟ لو کانت الإمامة لهم لکانت الوصيّة إليهم.

فبلغ ذلک عمر بن الخطّاب فقال: ذهبتْ واللَّه عنّا، ولو ذکرناها ما احتجنا إلي غيرها[4] .

960- خصائص الأئمة عليهم السلام: قال [عليّ] عليه السلام في شأن الخلافة: وا عجبا! أتکون الخلافة بالصحابة، ولا تکون بالصحابة والقرابة؟! ويروي: والقرابة والنص[5] .

[صفحه 37]



صفحه 36، 37.





  1. العنکبوت: 1 تا 4.
  2. الإرشاد: 189:1، بحارالأنوار: 27:519:22.
  3. نهج البلاغة: الخطبة 67، خصائص الأئمّة عليهم السلام: 86 وفي صدره «لمّا رفع أميرالمؤمنين عليه السلام يده من غسل رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أتته أنباء...».
  4. نثر الدرّ: 279:1.
  5. خصائص الأئمّة عليهم السلام: 111، نهج البلاغة (تصحيح فيض الإسلام): الحکمة 181، نهج الإيمان: 384، الصراط المستقيم: 67:1، غررالحکم: 10123 وليس فيها «ويروي...».

    وقال الشريف الرضي: وروي له عليه السلام شعر في هذا المعني:

    فإن کنتَ بالشوري ملکتَ اُمورَهم فکيف بهذا والمشيرون غُيَّب؟

    وإن کنت بالقربي حججت خصيمهم فغيرک أولي بالنبيّ وأقرب

    (نهج البلاغة: ذيل الحکمة 190، خصائص الأئمّة عليهم السلام: 111).