البذخ في العطاء
[صفحه 276] وهب للحکم وأبي سفيان ومروان وغيرهم الکثير من الأموال، ولم يستجب لاحتجاجات المسلمين. والغريب أنّه کان يُسمّي کلّ هذا الهبات من بيت المال صلة للرحم. وقد أدّي عثمان بأعماله هذه إلي إيجاد فوارق طبقيّة فاحشة في المجتمع الإسلامي. کما أدّت هذه الأعمال والهبات المنافية للأحکام الإسلاميّة إلي توسيع رقعة السخط والاحتجاج بين الناس، حتي تحوّلت إلي حرکة عامّة وثورة عارمة ضدّ عثمان.
اتّبع عثمان سياسة اقتصاديّة تدعو إلي العجب! فقد کان يتصرّف ببيت المال وکأنّه ملْکٌ مطلق له، وقد وردت أخبار کثيرة عن کثرة بذله وجزيل عطائه لأقاربه حتي إنّ قبح هذا السخاء لم يبقَ خافياً عن أنظار الباحثين السُّنّة؛ فقد
صفحه 276.