ادناؤه الطُّلَقاء











ادناؤه الطُّلَقاء



لما تسلّم عثمان الخلافة أدني أقاربه- الطُّلَقاء- واتّخذ منهم بطانة وأعواناً مع

[صفحه 275]

أنّ بعضهم کان طريد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله کما هو الحال بالنسبة للحَکَم وابنيه مروان والحارث؛ وأصبح مروان- طريد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله- في عهد خليفة المسلمين عثمان، کاتباً خاصّاً للخليفة! وأصبحت رئاسة السوق بيد الحارث! وبذلک هيمنوا علي شؤون السياسة والاقتصاد دفعة واحدة.

فمعاوية کان في الشام، وعبداللَّه بن عامر- شاب عمره 25 سنة من بني اُميّة- في البصرة، وعبداللَّه بن أبي سرح- مع ما کان من ارتداده- في مصر، وسعيد بن العاص في الکوفة، والأشعث بن قيس في أذربيجان وکان أکثرهم من أقارب عثمان، وهؤلاء هم الذين کانوا يحکمون الاُمّة الإسلاميّة بدلاً من صحابة الرسول صلي الله عليه و آله والوجوه البارزة في المجتمع الإسلامي. وکانوا يضيّقون الخناق علي الناس بدعم من الخليفة. ولم يکن تظلّم الناس وصيحاتهم تعود عليهم بطائل.

وعندما کان کبار صحابة رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يحتجّون علي تلک الأوضاع، کان عثمان يغلظ عليهم ويعاملهم باُسلوب بعيد عن الإنصاف؛ فقد نفي أبا ذرّ إلي الربذة، وبقي فيها إلي أن مات غريباً مظلوماً. وداسَ بقدمه عمّار بن ياسر- مع ماله من ماضٍ وضّاءٍ- حتي اُصيب بفتق. ونفي عبداللَّه بن مسعود ومنعه عطاءه من بيت المال، وما إلي ذلک من الأحداث والمواقف التي يمکن للقارئ الاطّلاع عليها بين دفّتي هذا الکتاب.



صفحه 275.