موقف الإمام من قتل عثمان











موقف الإمام من قتل عثمان



1267- الإمام عليّ عليه السلام: واللَّه ما قتلتُ عثمان، ولا مالَأتُ[1] علي قتله[2] .

[صفحه 268]

1268- عنه عليه السلام- من کلام له في قتل عثمان-: لو أمرتُ به لکنت قاتلاً! أو نهيت عنه لکنتُ ناصراً! غير أنّ من نصره لا يستطيع أن يقول: خذله من أنا خير منه، ومن خذله لا يستطيع أن يقول: نصره من هو خير منّي.

وأنا جامع لکم أمره، استأثَر، فأساء الأثَرَة، وجزعتُم فأسأتُم الجزع، وللَّه حکم واقع في المستأثرِ والجازعِ[3] .

1269- نثر الدرّ: دخل عليه [عليٍّ عليه السلام] کعبُ بن مالک الأنصاري، فقال: يا أميرالمؤمنين! بلغک عنّا أمرٌ لو کان غيرک لم يحتمِله، ولو کان غيرنا لم يقُم معک عليه! ما في الناس من هو أعلم منک، وفي الناس من نحن أعلم منه!! وأوضع العلم ما وقف عليه اللسان، وأرفعه ما ظهر في الجوارح والأرکان.

ونحن أعرف بقدر عثمان من قاتليه، وأنت أعلم بهم وبخاذليه، فإن قلتَ: إنّه قُتل ظالماً، قلنا بقولک، وإن قلتَ: إنّه قُتل مظلوماً، قلتَ بقولنا، وإن وکلتنا إلي الشبهة أيأستنا بعدک من إصابة البيّنة.

فقال عليه السلام: عندي في عثمان أربع: استأثر فأساء الأثَرَة، وجزعتم فأسأتُم الجزع، وللَّه عزّوجلّ حکمٌ عادل في المستأثرِ والجازع[4] .

1270- نثر الدرّ: سُئل [عليّ عليه السلام] عن عثمان، فقال: خذله أهل بدر، وقتله أهل مصر، غير أنّ من نصره لا يستطيع أن يقول: خذله من أنا خير منه.

[صفحه 269]

وواللَّه، ما أمرتُ به، ولا نهيتُ عنه، ولو أمرتُ به لکنتُ قاتلاً! ولو نهيتُ عنه لکنتُ ناصراً! استأثرَ عثمانُ فأساء الأثَرَة، وجزعتم فأفحشتُم الجزع[5] .

1271- تاريخ الطبري عن عبد الرحمن بن عبيد- في حرب صفّين-: إنّ معاوية بعث إلي عليّ حبيب بن مسلمة الفهري وشرحبيل بن السمط ومعن بن يزيد بن الأخنس فدخلوا عليه وأنا عنده... فقالا اشهدْ أنّ عثمان قُتل مظلوماً!

فقال لهما: لا أقول: إنّه قُتل مظلوماً، ولا إنّه قُتل ظالماً.

قالا: فمن لم يزعم أنّ عثمان قُتل مظلوماً فنحن منه برآء. ثمّ قاما فانصرفا. فقال عليّ: «إِنَّکَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَي وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَآءَ إِذَا وَلَّوْاْ مُدْبِرِينَ × وَ مَآ أَنتَ بِهَدِي الْعُمْيِ عَن ضَلَلَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بَِايَتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ»[6] .

ثمّ أقبل عليٌّ علي أصحابه فقال: لا يکن هؤلاء أولي بالجدّ في ضلالهم منکم بالجدّ في حقّکم وطاعة ربّکم!![7] .

1272- المستدرک علي الصحيحين عن حصين الحارثي: جاء عليّ بن أبي طالب إلي زيد بن أرقم يعوده وعنده قوم، فقال عليّ: اسکنوا- أو اسکتوا- فواللَّه لا تسألوني عن شي ء إلّا أخبرتُکم!!

فقال زيد: أنشدک اللَّه، أنت قتلتَ عثمان؟

فأطرق عليّ ساعة، ثمّ قال: والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ما قتلتُه، ولا

[صفحه 270]

أمرتُ بقتله[8] .

1273- الإمام عليّ عليه السلام- من کتاب له إلي معاوية-: لعمري، يا معاوية! لئن نظرتَ بعقلک دون هواک لتجدنّي أبرأ الناس من دم عثمان، ولتعلمنّ أنّي کنتُ في عزلة عنه، إلّا أن تتجنّي،[9] فتَجَنَّ ما بدا لک، والسلام[10] .

1274- الطبقات الکبري عن عمرو بن الأصمّ: کنتُ فيمن اُرسلوا من جيش ذي خشب،- قال:- فقالوا لنا: سلوا أصحاب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله- واجعلوا آخر مَن تسألونَ عليّاً- أنقدم؟ قال: فسألناهم، فقالوا: اقدموا، إلّا عليّاً؛ قال: لا آمُرکم، فإنْ أبيتم فبيض فليُفرخ[11] .

1275- الإمام عليّ عليه السلام- لمّا جاءه سعد بن أبي وقّاص وسأله أن يتدخّل في قضيّة عثمان ويحقن دمه-: واللَّه، ما زلتُ أذبُّ عنه حتي إنّي لأستحي، ولکنّ مروان ومعاوية وعبداللَّه بن عامر وسعيد بن العاص هم صنعوا به ما تري، فإذا نصحتُه وأمرتُه أن ينحّيهم، استغشّني، حتي جاء ما تري[12] .

1276- وقعة صفين عن خفاف بن عبداللَّه- لمّا قال له معاوية: حدّثنا عن قتل عثمان-: حصره المکشوح، وحکم فيه حُکيم، ووليه محمّد وعمّار، وتجرّد في

[صفحه 271]

أمره ثلاثة نفر: عديّ بن حاتم، والأشتر النخعي، وعمرو بن الحمق، وجدّ في أمره رجلان: طلحة، والزبير، وأبرأُ الناس منه عليّ[13] .

1277- العقد الفريد عن محمّد بن سيرين: ما علمتُ أنّ عليّاً اتُّهم في دم عثمان حتي بويع، فلمّا بويع اتّهمه الناس![14] .

راجع: کتاب «الجمل»: 200/موقف أميرالمؤمنين من أحداث عثمان.

[صفحه 273]



صفحه 268، 269، 270، 271، 273.





  1. مالأتُه علي الأمر مُمالَأة: ساعدتُه عليه، وشايعتُه (لسان العرب: 159:1).
  2. تاريخ المدينة: 1265:4 عن نميرة وعميرة بن سعد و ص 1263، أنساب الأشراف: 221:6 کلاهما عن أبي خلدة نحوه، تاريخ دمشق: 453:39 عن عمر بن سعيد، شرح نهج البلاغة: 65:3؛ الشافي: 307:4، الجمل: 201 وراجع الطبقات الکبري: 82:3.
  3. نهج البلاغة: الخطبة 30.
  4. نثر الدرّ: 281:1 وراجع الأغاني: 248:16 وتاريخ المدينة: 1168:4.
  5. نثر الدرّ: 274:1، المسترشد: 141:418 عن شريح بن هاني نحوه.
  6. النمل: 80 و81.
  7. تاريخ الطبري: 7:5، الکامل في التاريخ: 369:2؛ وقعة صفين: 201.
  8. المستدرک علي الصحيحين: 4567:114:3، تاريخ دمشق: 454:39، تاريخ المدينة: 1262:4 کلاهما عن سرية بنت زيد بن أرقم.
  9. تَجنّي عليه وجاني: ادّعي عليه جناية (لسان العرب: 154:14).
  10. نهج البلاغة: الکتاب 6، وقعة صفّين: 29 عن عامر الشعبي؛ العقد الفريد: 329:3، الفتوح: 506:2، الإمامة والسياسة: 114:1 وفيها إلي «دم عثمان».
  11. الطبقات الکبري: 65:3.
  12. تاريخ الطبري: 378:4.
  13. وقعة صفّين: 65؛ شرح نهج البلاغة: 111:3.
  14. العقد الفريد: 307:3، تاريخ الإسلام للذهبي: 452:3، أنساب الأشراف: 223:6، تاريخ دمشق: 390:39 وفيها «لقد قتل عثمان وما أعلم أحداً يتّهم عليّاً في قتله».