خروج الإمام من المدينة
قال: ما جئتُ إلّا وأنا اُريد أن اُصلح أمر الناس، فأمّا إذا اتّهمتني فسأرجع إلي بيتي[3] . 1260- الإمامة والسياسة: لمّا اشتدّ الطعن علي عثمان، استأذنه عليٌّ في بعض بواديه ينتحي إليها، فأذن له. واشتدّ الطعن علي عثمان بعد خروج عليّ، ورجا الزبير وطلحة أن يُميلا إليهما قلوب الناس، ويَغلبا عليهم، واغتنما غَيبةَ عليّ. فکتب عثمان إلي عليّ- إذ اشتدّ الطعن عليه-: أمّا بعد، فقد بلغ السيلُ [صفحه 264] الزُّبي، وجاوز الحزام الطبيين،[4] وارتفع أمر الناس في شأني فوق قدره! وزعموا أنّهم لا يرضون دون دمي، وطمع فيّ من لا يدفع عن نفسه. وإنّک لم يفخر عليک کفاخرٍ وقد کان يقال: أکلُ السبع خيرٌ من افتراسِ الثعلب، فأقبل عليّ أو لي فإن کنتُ مأکولاً فکُنْ خيرَ آکلٍ 1261- الإمام عليّ عليه السلام- لعبداللَّه بن العبّاس وقد جاءه برسالة من عثمان وهو محصور يسأله فيها الخروج إلي ماله بينبع، ليقلّ هتف الناس باسمه للخلافة، بعد أن کان سأله مثل ذلک من قبل-: يابن عبّاس! ما يريد عثمان إلّا أن يجعلني جملاً ناضحاً بالغرب؛ اُقبل واُدبر؛ بعث إليّ أن اخرج، ثمّ بعث إليّ أن أقدم، ثمّ هو الآن يبعث إليّ أن اخرج! واللَّه لقد دفعتُ عنه حتي خشيتُ أن أکون آثماً[6] .
1259- تاريخ المدينة عن الشعبي: لمّا قدم أهل مصر المرّة الثانية، صعد عثمانُ المنبر، فحصبوه،[1] وجاء عليّ رضي الله عنه فدخل المسجد. فقال عثمان: يا عليّ! قد نصبتَ القِدْر علي أثافٍ؟[2] .
ضعيفٍ ولم يغلبک مثلُ مغلّبِ
وإلّا فأدرِکْني ولمّا أُمزّقُ[5] .
صفحه 264.