تعليق











تعليق



عمدت بعض النصوص التاريخيّة إلي إظهار أنّ موت سعد بن عبادة کان موتاً طبيعيّاً، بل إنّها ذکرت أنّ سعداً کان ممّن عارضوا أبا بکر في البداية ثمّ بايعوه لاحقاً. ولکن يتّضح من التأمّل في واقعة السقيفة واستجلاء النصوص المختلفة الواردة في هذا المجال، بشکل لايقبل الشکّ، بأنّه لم يبايع، واغتيل علي يد خصومه السياسيّين.

إنّ المکانة السياسيّة والاجتماعيّة التي کان يتبوّؤها سعد بن عبادة ومعارضته الجادّة لخلافة الحاکم آنذاک دعت إلي إزاحته عن الساحة السياسيّة بهدوء، وبدون إثارة أيّ توتّر في الأجواء، ثمّ اُلقيت تهمة قتله علي عاتق الجنّ کيلا تنجم عنه مشکلة سياسيّة واجتماعيّة.

ويمکن للباحث من ظلال هذا التحليل البسيط معرفة المتّهم الأصلي في اغتيال سعد بن عبادة، وحتي إذا لم يتوفّر نصّ تاريخي دالّ علي صحّة هذا التحليل إلّا أنّ هناک مؤشّرات تؤيّد صحّة هذا التحليل، بل ويُفهم من کلام مؤمن الطاق بأنّ مقتله علي يد خصومه السياسيّين کان أمراً بديهيّاً في ذلک العصر.