شعر الشعراء
وما دام للشعر هذا الدور الفاعل الکبير في تثبيت الحوادث وترسيخها، فقد انبري الشعراء لهذه المأثرة، ولم يروا السکوت عنها سائغاً. فأحاطوا جلالها بکلماتهم، وعکفوا علي بثّ معانيها المتألّقة في قوالب شعرهم الزخّار بالفکر، الفائض بالعاطفة، فحفظوا هذه المنقبة العليّة حيّة نابضة في أروقة التاريخ علي مرّ الزمان.[1] . إنّ لواقعة «ردّ الشمس» في حديث الشعر والشعراء، خلفيّة متوغّلة في الزمان تتمادي حتي تتّصل بعصر رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم وأيّامه الزاهية الرحيبة؛ فهاهو ذا حسّان بن ثابت يطوف في قصيدة علي فضائل عليّ التي تنأي عن العدّ، وتعظم علي الإحصاء، فيلبث مع الواقعة منشداً: [صفحه 99] يا قوم مَن مثل عليّ وقد أجل، لقد کان للشعر حظّه العظيم، ولقصيد الشعراء دوره النافذ العميق في تخليد هذه الواقعة، وصونها في منعطفات التاريخ.[2] .
الشعراء علي مسار التاريخ أصوات تندّ بالقيم، وتؤبّد الوقائع. والشعر في طليعة الوسائل التي تسهم في حرکة القيم والعواطف والأفکار نقلاً وانتقالاً.
رُدّت له الشمس من المغربِ
صفحه 99.