ردّ الشمس في عهد النبي











ردّ الشمس في عهد النبي



5809- الإمام الصادق عليه السلام: صلّي رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم العصر، فجاء عليّ عليه السلام ولم يکن صلّاها، فأوحي اللَّه إلي رسوله صلي الله عليه و سلم عند ذلک، فوضع رأسه في حجر عليّ عليه السلام، فقام رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم عن حجره حين قام وقد غربت الشمس فقال: يا عليّ، أما صليت العصر؟

فقال: لا، يا رسول اللَّه.

قال رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم: اللهمّ إنّ عليّاً کان في طاعتک، فاردد عليه الشمس.

فرُدّت عليه الشمس عند ذلک.[1] .

5810- البداية والنهاية عن عمرو بن ثابت: سألت عبداللَّه بن حسن بن حسين

[صفحه 79]

بن عليّ بن أبي طالب عن حديث ردّ الشمس علي عليّ بن أبي طالب: هل يثبت عندکم؟

فقال لي: ما أنزل اللَّه في کتابه أعظم من ردّ الشمس!

قلت: صدقت جعلني اللَّه فداک، ولکنّي اُحبّ أن أسمعه منک.

فقال: حدثني أبي- الحسن- عن أسماء بنت عميس أنّها قالت: أقبل عليّ بن أبي طالب ذات يوم وهو يريد أن يصلّي العصر مع رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم فوافق رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم قد انصرف ونزل عليه الوحي فأسنده إلي صدره، فلم يزل مسنده إلي صدره حتي أفاق رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم فقال:

أصليت العصر يا عليّ؟

قال: جئت والوحي ينزل عليک فلم أزل مسندک إلي صدري حتي الساعة. فاستقبل رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم القبلة- وقد غربت الشمس- وقال: اللهمّ إنّ عليّاً کان في طاعتک فارددها عليه.

قالت أسماء: فأقبلت الشمس ولها صرير کصرير الرحي حتي کانت في موضعها وقت العصر، فقام عليّ متمکناً فصلّي، فلما فرغ رجعت الشمس ولها صرير کصرير الرحي، فلما غابت اختلط الظلام وبدت النجوم.[2] .

5811- المعجم الکبير عن أسماء بنت عميس: کان رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم إذا نزل عليه الوحي يکاد يغشي عليه، فاُنزل عليه يوماً وهو في حجر عليّ، فقال له رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم: صلّيت العصر ياعليّ؟

[صفحه 80]

قال: لا يا رسول اللَّه.

فدعا اللَّه فردّ عليه الشمس حتي صلّي العصر.

قالت: فرأيت الشمس طلعت بعدما غابت حين ردّت حتي صلّي العصر.[3] .

5812- تاريخ دمشق عن أسماء بنت عميس: إنّ عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه دفع إلي نبيّ اللَّه صلي الله عليه و سلم وقد اُوحي إليه، فجلّله بثوبه، فلم يزل کذلک حتي أدبرت الشمس، تقول: غابت أو کادت أن تغيب، ثمّ إن نبيّ اللَّه صلي الله عليه و سلم سري عنه فقال:

أصليت يا عليّ؟

قال: لا.

فقال النبيّ صلي الله عليه و سلم: اللهمّ ردّ علي عليّ الشمس.

فرجعت الشمس حتي بلغت نصف المسجد.[4] .

5813- علل الشرائع عن اُمّ جعفر أو[5] اُمّ محمّد ابنتي محمّد بن جعفر عن أسماء بنت عميس- وهي جدّتهما-: خرجت مع جدّتي أسماء بنت عميس وعمّي عبداللَّه بن جعفر حتي اذا کنا بالصهباء[6] قالت: حدّثتني أسماء بنت عميس قالت: يا بنيّة کنّا مع رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم في هذا المکان فصلّي رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم الظهر ثمّ دعا عليّاً عليه السلام فاستعان به في بعض حاجته، ثمّ جاءت العصر فقام النبيّ صلي الله عليه و سلم فصلّي العصر، فجاء عليّ عليه السلام فقعد إلي جنب رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم، فأوحي اللَّه تعالي إلي نبيّه صلي الله عليه و سلم

[صفحه 81]

فوضع رأسه في حجر عليّ عليه السلام حتي غابت الشمس لا يُري منها شي ء لا علي أرض و لا علي جبل، ثمّ جلس رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم فقال لعليّ عليه السلام هل صليت العصر؟

فقال: لا يا رسول اللَّه اُنبئت أنّک لم تصلِّ فلما وضعت رأسک في حجري لم أکن لاُحرکه.

فقال: اللهمّ إنّ هذا عبدک[7] عليّ احتبس نفسه علي نبيّک فردّ عليه شرقها، فطلعت الشمس فلم يبقَ جبل ولا أرض إلّا طلعت عليه الشمس، ثمّ قام عليّ عليه السلام فتوضّأ وصلّي ثمّ انکسفت.[8] .

5814- البداية والنهاية عن جابر وأبي سعيد: إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم نزل عليه جبريل يوماً يناجيه من عند اللَّه، فلما تغشّاه الوحي توسّد فخذ أميرالمؤمنين فلم يرفع رأسه حتي غابت الشمس، فصلّي عليّ العصر بالإيماء، فلما استيقظ رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم قال له: سل اللَّه أن يردّ عليک الشمس فتصلّي قائماً.

فدعا فردّت الشمس فصلّي العصر قائماً.[9] .

5815- الإرشاد عن أسماء بنت عميس واُمّ سلمة زوج النبيّ صلي الله عليه و سلم و جابر بن عبداللَّه الأنصاري وأبي سعيد الخدري في جماعة من الصحابة: إنّ النبيّ صلي الله عليه و سلم کان ذات يوم في منزله، وعليّ عليه السلام بين يديه إذ جاءه جبرئيل عليه السلام يناجيه عن اللَّه سبحانه، فلمّا تغشّاه الوحي توسّد فخذ أمير المؤمنين عليه السلام، فلم يرفع رأسه عنه حتي غابت الشمس، فاضطرّ أمير المؤمنين عليه السلام لذلک إلي صلاة العصر جالساً يُومئ برکوعه

[صفحه 82]

وسجوده إيماءً، فلمّا أفاق من غشيته قال لأمير المؤمنين عليه السلام:

أفاتتک صلاة العصر؟

قال له: لم أستطع أن اُصلّيها قائماً لمکانک يا رسول اللَّه، والحال التي کنت عليها في استماع الوحي.

فقال له: ادعُ اللَّه ليردّ عليک الشمس حتي تصلّيها قائماً في وقتها کما فاتتک، فإنّ اللَّه يجيبک لطاعتک للَّه ورسوله.

فسأل أميرالمؤمنين عليه السلام اللَّه عزّ اسمه في ردّ الشمس، فردّت عليه حتي صارت في موضعها من السماء وقت العصر، فصلّي أميرالمؤمنين عليه السلام صلاة العصر في وقتها، ثمّ غربت.

فقالت أسماء: أمَ واللَّه، لقد سمعنا لها عند غروبها صريراً کصرير المنشار في الخشبة.[10] .

5816- المعجم الکبير عن أسماء بنت عميس: إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم صلّي الظهر بالصهباء ثمّ أرسل عليّاً في حاجة فرجع وقد صلّي النبيّ صلي الله عليه و سلم العصر، فوضع النبيّ صلي الله عليه و سلم رأسه في حجر عليّ فنام فلم يحرّکه حتي غابت الشمس، فقال النبيّ صلي الله عليه و سلم:

اللهمّ إنّ عبدک عليّاً احتبس بنفسه علي نبيّه فردّ عليه الشمس.

قالت: فطلعت عليه الشمس حتي رفعت علي الجبال وعلي الأرض، وقام

[صفحه 83]

عليّ فتوضّأ وصلّي العصر ثمّ غابت، وذلک بالصهباء.[11] .

5817- من لا يحضره الفقيه عن أسماء بنت عميس: بينما رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم نائم ذات يوم ورأسه في حجر عليّ عليه السلام ففاتته العصر حتي غابت الشمس فقال:

اللهمّ إنّ عليّاً کان في طاعتک وطاعة رسولک فاردد عليه الشمس.

قالت أسماء: فرأيتها واللَّه غربت ثمّ طلعت بعدما غربت، ولم يبق جبل ولا أرض إلّا طلعت عليه حتي قام عليّ عليه السلام فتوضّأ وصلّي ثمّ غربت.[12] .

5818- الإمام علي عليه السلام- في احتجاجه علي أبي بکر-: أنشدک باللَّه أنت الذي رُدّت له الشمس لوقت صلاته فصلّاها ثمّ توارت أم أنا؟

قال [أبوبکر]: بل أنت.[13] .

5819- عنه عليه السلام- يوم الشوري-: أنشدکم باللَّه هل فيکم من ردّت عليه الشمس غيري حين نام رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم وجعل رأسه في حجري حتي غابت الشمس فانتبه فقال: يا عليّ صلّيت العصر؟ قلت: اللهمّ لا. فقال: اللهمّ ارددها عليه فإنّه کان في طاعتک وطاعة رسولک؟[14] .

[صفحه 84]



صفحه 79، 80، 81، 82، 83، 84.





  1. قرب الإسناد: 644:175 عن أبي جميلة، بحارالأنوار: 4:169:41.
  2. البداية والنهاية: 83:6.
  3. المعجم الکبير: 391:152:24، المناقب لابن المغازلي: 141:98 عن أبي رافع نحوه.
  4. تاريخ دمشق: 314:42، البداية والنهاية: 78:6.
  5. في المصدر: «و» بدل «أو»، والتصحيح من بحارالأنوار.
  6. الصَّهباء: اسم موضع قرب خيبر علي مرحلة أو مرحلتين (راجع معجم البلدان: 435:3).
  7. في المصدر: «عبد»، والصحيح ما أثبتناه کما في بحارالأنوار.
  8. علل الشرائع: 3:351، بحارالأنوار: 2:167:41.
  9. البداية والنهاية: 86:6.
  10. الإرشاد: 345:1، إعلام الوري: 350:2، المناقب لابن شهر آشوب: 316:2 نحوه وفيه «ما روت اُمّ سلمة وأسماء بنت عميس وجابر الأنصاري وأبوذرّ وابن عبّاس والخدري وأبوهريرة والصادق عليه السلام».
  11. المعجم الکبير:382:145:24، مشکل الآثار: 9:2، البداية والنهاية: 80:6 وفيه «بالصهباء من أرض خيبر»؛ المناقب للکوفي: 1022:517:2 وفيه «بالصهباء في غزوة خيبر»، قصص الأنبياء: 358:290 وزاد في آخره «فقالت أسماء: وذلک بالصهباء في غزوة حنين، وأنّ عليّاً لعلّه صلّي إيماءً قبل ذلک أيضاً».
  12. من لا يحضره الفقيه: 610:203:1؛ المعجم الکبير: 390:150:24، مشکل الآثار: 8:2، تاريخ دمشق: 8865:314:42، المناقب لابن المغازلي: 140:96، تذکرة الخواصّ: 50 کلّها نحوه إلي «طلعت بعدما غَربت».
  13. الخصال: 30:550 عن أبي سعيد الورّاق عن أبيه عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه عليهم السلام.
  14. کشف اللبس للسيوطي: 106 عن أبي ذرّ؛ الخصال: 31:558 عن عامر بن واثلة نحوه.