استجابة دعائه علي بسر بن أرطاة











استجابة دعائه علي بسر بن أرطاة



5789- الغارات: کان عليّ عليه السلام دعا قبل موته علي بسر بن أبي أرطاة- لعنه اللَّه- فيما بلغنا، فقال:

اللهمّ إنّ بسراً باع دينه بدنياه، وانتهک محارمک، وکانت طاعة مخلوق فاجر آثر عنده ممّا عندک، اللهمّ فلا تمته حتي تسلبه عقله.

فما لبث بعد وفاة عليّ عليه السلام إلّا يسيراً حتي وسوس وذهب عقله.[1] .

5790- الإرشاد عن الوليد بن الحارث وغيره عن رجالهم: إنّ أميرالمؤمنين عليه السلام

[صفحه 71]

لمّا بلغه ما صنعه بسر بن أرطاة باليمن قال:

اللهمّ إنّ بسراً باع دينه بالدنيا، فاسلبه عقله، ولا تُبقِ له من دينه ما يستوجب به عليک رحمتک.

فبقي بسر حتي اختلط،[2] فکان يدعو بالسيف، فاتُّخذ له سيفٌ من خشبٍ، فکان يَضرب به حتي يُغشي عليه، فإذا أفاق قال: السيف السيف، فيُدفع إليه فيضرب به، فلم يزل ذلک دأبه حتي مات.[3] .

5791 - مروج الذهب: کان عليّ عليه السلام- حين أتاه خبر قتل بسرٍ لابني عبيد اللَّه قُثم وعبدالرحمن- دعا علي بسر، فقال: اللهمّ اسلبه دينه وعقله.

فخرف الشيخ حتي ذُهل عقله، واشتهر بالسيف فکان لا يفارقه، فجُعل له سيف من خشب، وجعل بين يديه زقّ[4] منفوخ يضربه، وکلّما تخرّق اُبدل، فلم يزل يضرب ذلک الزقّ بذلک السيف، حتي مات ذاهل العقل يلعب بخرئه، وربما کان يتناول منه، ثمّ يقبل علي من يراه فيقول: اُنظروا کيف يطعمني هذان الغلامان ابنا عبيداللَّه؟

وکان ربّما شدّت يداه إلي وراء منعاً من ذلک، فأنجي ذات يوم في مکانه، ثمّ أهوي بفيه فتناول منه، فبادروا إلي منعه، فقال: أنتم تمنعونني وعبدالرحمن وقثم يطعمانني.[5] .

راجع: القسم الخامس عشر/ عدّة من مبغضيه/ بسر بن أرطاة.

[صفحه 72]



صفحه 71، 72.





  1. الغارات: 640:2؛ شرح نهج البلاغة: 18:2.
  2. خُولِطَ فُلان في عَقله مخالَطة: إذا اختَلّ عَقله (النهاية: 64:2).
  3. الإرشاد: 321:1 وراجع الغارات: 642 -640:2 والخرائج والجرائح: 42:201:1 وإرشاد القلوب: 228 وشرح نهج البلاغة: 18:2 والکامل في التاريخ: 432:2.
  4. الزِّق: الجلد يُجَزّ شَعره (النهاية: 306:2).
  5. مروج الذهب: 172:3 وراجع تهذيب التهذيب: 802:333:1.