قطع يد السارق











قطع يد السارق



5780- الکافي عن الحارث بن حصيرة: مررت بحبشي وهو يستسقي بالمدينة، وإذا هو أقطع، فقلت له: مَن قطعک؟ فقال: قطعني خير الناس! إنّا اُخذنا في سرقة ونحن ثمانية نفر، فذُهب بنا إلي عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فأقررنا بالسرقة فقال لنا: تعرفون أنّها حرام؟ قلنا: نعم، فأمر بنا فقُطعت أصابعنا من الراحة وخلّيت الإبهام، ثمّ أمر بنا فحبسنا في بيت يُطعمنا فيه السمن والعسل حتي برئت أيدينا، ثمّ أمر بنا فاُخرجنا، وکسانا فأحسن کسوتنا، ثمّ قال لنا: إن تتوبوا وتُصلحوا فهو خير لکم يُلحقکم اللَّه بأيديکم في الجنّة، وإن لا تفعلوا يُلحقکم اللَّه بأيديکم في النار.[1] .

5781- أنساب الأشراف عن المقدام: شهدتُ عند المغيرة بن عبداللَّه بن أبي عقيل رجلاً أقطع فلقيته فقلت: مَن قطعک؟ فقال: من رحمه اللَّه وغفر له عليّ

[صفحه 59]

بن أبي طالب! فقلت: أظَلمکَ؟ قال: لا واللَّه ما ظلمني.[2] .

5782- الخرائج والجرائح: إنّ أسوداً دخل علي عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال: يا أميرالمؤمنين، إنّي سرقت فطهّرني.

فقال: لعلّک سرقت من غير حرز- ونحّي رأسه عنه-.

فقال: يا أمير المؤمنين، سرقت من الحرز، فطهّرني.

فقال عليه السلام: لعلّک سرقت غير نصاب- ونحّي رأسه عنه-.

فقال: يا أميرالمؤمنين، سرقت نصاباً.

فلمّا أقرّ ثلاث مرّات قطعه أميرالمؤمنين عليه السلام فأخذ المقطوع وذهب، وجعل يقول في الطريق: قطعني أميرالمؤمنين، وإمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين، ويعسوب الدين وسيّد الوصيّين، وجعل يمدحه، فسمع ذلک منه الحسن والحسين عليهماالسلام وقد استقبلاه، فدخلا علي أبيهما عليه السلام وقالا: رأينا أسوداً يمدحک في الطريق.

فبعث أميرالمؤمنين عليه السلام من أعاده إلي حضرته، فقال عليه السلام له: قطعت يمينک وأنت تمدحني؟! فقال: يا أميرالمؤمنين، إنّک طهّرتني، وإنّ حبّک قد خالط لحمي ودمي وعظمي، فلو قطّعتني إرباً إرباً لما ذهب حبّک من قلبي.

فدعا عليه السلام له، ووضع المقطوع إلي موضعه، فصحّ وصلح کما کان.[3] .

[صفحه 63]



صفحه 59، 63.





  1. الکافي: 22:264:7، بحارالأنوار: 89:314:40.
  2. أنساب الأشراف: 385:2.
  3. الخرائج والجرائح: 19:561:2 وراجع الفضائل لابن شاذان: 144 والتحصين لابن طاووس: 11:610 وتفسير الفخر الرازي: 89:21.