العفو عمّن أقرّ باللواط فتاب











العفو عمّن أقرّ باللواط فتاب



5776- الإمام الصادق عليه السلام: بينا أميرالمؤمنين عليه السلام في ملأ من أصحابه إذ أتاه رجل فقال: يا أميرالمؤمنين، إنّي قد أوقبت علي غلام فطهّرني، فقال له: يا هذا، امضِ إلي منزلک، لعلّ مراراً[1] هاجَ بک، فلمّا کان من غدٍ عاد إليه فقال له: يا أميرالمؤمنين، إنّي أوقبت علي غلام فطهّرني، فقال له: يا هذا، امضِ إلي منزلک؛ لعلّ مراراً هاجَ بک، حتي فعل ذلک ثلاثاً بعد مرّته الاُولي، فلمّا کان في الرابعة قال له: يا هذا، إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم حکم في مثلک بثلاثة أحکام، فاختر أيّهنّ شئت، قال: وما هنّ يا أميرالمؤمنين؟ قال: ضربة بالسيف في عنقک بالغة ما بلغت، أو إهداءٌ من جبل مشدود اليدين والرجلين، أو إحراق بالنار.

فقال: يا أميرالمؤمنين، أيّهنّ أشدّ عليَّ؟ قال: الإحراق بالنار، قال: فإنّي قد اخترتها يا أميرالمؤمنين.

قال: خذ لذلک اُهبتک، فقال: نعم، فقام فصلّي رکعتين، ثمّ جلس في تشهّده فقال: اللهمّ إنّي قد أتيت من الذنب ما قد علمتَه، وإنّي تخوّفت من ذلک، فجئت

[صفحه 53]

إلي وصيّ رسولک، و ابن عمّ نبيّک فسألته أن يطهّرني، فخيّرني بين ثلاثة أصناف من العذاب، اللهمّ فإنّي قد اخترت أشدّها، اللهمّ فإنّي أسألک أن تجعل ذلک کفّارة لذنوبي، وأن لا تُحرقني بنارک في آخرتي.

ثمّ قام وهو باکٍ حتي جلس في الحفرة التي حفرها له أميرالمؤمنين عليه السلام وهو يري النار تتأجّج حوله، فبکي أميرالمؤمنين عليه السلام وبکي أصحابه جميعاً، فقال له أميرالمؤمنين عليه السلام: قم يا هذا! فقد أبکيت ملائکة السماء وملائکة الأرض؛ فإنّ اللَّه قد تاب عليک، فقم ولا تعاودنّ شيئاً ممّا قد فعلت.[2] .



صفحه 53.





  1. المِرّة: إحدي الطبائع الأربع من أمزجة البدن (لسان العرب: 168:5).
  2. الکافي: 1:201:7، تهذيب الأحکام: 198:53:10 وفيه «إهدارک» بدل «إهداء» وکلاهما عن مالک بن عطيّة.