امرأة ظنّ إخوتها أنّها حُبلي











امرأة ظنّ إخوتها أنّها حُبلي



5767- الخرائج والجرائح: إنّ سبعة إخوة أو عشرة في حيّ من أحياء العرب کانت لهم اُخت واحدة، فقالوا لها: کلّ ما يرزقنا اللَّه من عرض الدنيا وحطامها فإنّا نطرحه بين يديک ونُحکّمک فيه؛ فلا ترغبي في التزويج؛ فحميّتنا لا تحتمل ذلک، فوافقتهم في ذلک ورضيت به وقعدت في خدمتهم وهم يُکرِمونها.

فحاضت يوماً، فلمّا طهرت أرادت الاغتسال وخرجت إلي عين ماء کانت بقرب حيّهم، فخرجت من الماء عَلَقة[1] فدخلت في جوفها وقد جلست في الماء، فمضت عليها أيّام والعَلَقة تکبر حتي علا بطنها، وظنّ الإخوة أنّها حبلي وقد خانت، فأرادوا قتلها.

قال بعضهم: نرفع خبرها إلي أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام؛ فإنّه يتولّي ذلک.

فأخرجوها إلي حضرته وقالوا فيها ما ظنّوا بها ، فاستحضر طشتاً مملوءاً بالحَمْأَة[2] وأمرها أن تقعد عليه، فلمّا أحسّت العلقة برائحة الحمأة نزلت من

[صفحه 49]

جوفها. فقالوا: يا عليّ، أنت ربّنا! أنت ربّنا العليّ! فإنّک تعلم الغيب! فزبرهم وقال: إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم أخبرنا بذلک عن اللَّه بأنّ هذه الحادثة تقع في هذا اليوم، في هذا الشهر، في هذه الساعة.[3] .



صفحه 49.





  1. العَلَقة: دودة في الماء تمصّ الدم (لسان العرب: 267:10).
  2. الحمأة والحمأ: الطين الأسود المنتن (لسان العرب: 61:1).
  3. الخرائج والجرائح: 52:210:1، بحارالأنوار: 20:242:40.