رجلان ادّعي کلّ منهما أنّه مولي للآخر
فلمّا أتيا الکوفة أتيا أميرالمؤمنين عليه السلام، فقال الذي ضرب الغلام: أصلحک اللَّه! هذا غلام لي وإنّه أذنب فضربته فوثب عليَّ. وقال الآخر: هو واللَّه غلام لي؛ إنّ أبي أرسلني معه ليعلّمني، وأ نّه وثب عليَّ يدّعيني ليذهب بمالي. [صفحه 46] فأخذ هذا يحلف وهذا يحلف، وهذا يکذّب هذا وهذا يکذّب هذا، فقال: انطلقا فتصادقا في ليلتکما هذه ولا تجيئاني إلّا بحقّ، فلمّا أصبح أميرالمؤمنين عليه السلام قال لقنبر: اثقب في الحائط ثقبين، وکان إذا أصبح عقّب- حتي تصير الشمس علي رمح- يُسبّح، فجاء الرجلان واجتمع الناس، فقالوا: لقد وردت عليه قضيّة ما ورد عليه مثلها لا يخرج منها! فقال لهما: ما تقولان؟ فحلف هذا أنّ هذا عبده، وحلف هذا أنّ هذا عبده، فقال لهما: قوما؛ فإنّي لست أراکما تصدقان، ثمّ قال لأحدهما: أدخِل رأسَک في هذا الثقب، ثمّ قال للآخر: أدخِل رأسک في هذا الثقب، ثمّ قال: يا قنبر! عليَّ بسيف رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم، عجّل اضرب رقبة العبد منهما. فأخرج الغلام رأسه مبادراً، فقال عليّ عليه السلام للغلام: ألست تزعم أ نّک لست بعبدٍ؟ ومکث الآخر في الثقب. فقال: بلي ولکنّه ضربني وتعدّي عليَّ، فتوثّق له أميرالمؤمنين عليه السلام ودفعه إليه.[1] .
5762- الإمام الصادق عليه السلام: إنّ رجلاً أقبل علي عهد عليّ عليه السلام من الجبل حاجّاً ومعه غلام له فأذنب، فضربه مولاه، فقال: ما أنت مولاي، بل أنا مولاک! فما زال ذا يتوعّد ذا، وذا يتوعّد ذا ويقول: کما أنت حتي نأتي الکوفة يا عدوّ اللَّه، فأذهب بک إلي أميرالمؤمنين عليه السلام.
صفحه 46.