محمّد ابن الحنفيّة











محمّد ابن الحنفيّة



6359- شرح نهج البلاغة عن سعيد بن جبير: خطب عبداللَّه بن الزبير فنال من عليّ عليه السلام، فبلغ ذلک محمّد ابن الحنفيّة، فجاء إليه وهو يخطب، فوضِع له کرسي، فقطع عليه خطبته، وقال: يا معشر العرب، شاهت الوجوه، أينتقص عليّ وأنتم حضور؟! إنّ عليّاً کان يد اللَّه علي أعداء اللَّه، وصاعقة من أمره، أرسله علي الکافرين والجاحدين لحقّه، فقتلهم بکفرهم فشنؤوه وأبغضوه، وأضمروا له الشنف والحسد، وابن عمّه صلي الله عليه و سلم حيّ بعد لم يمت، فلمّا نقله اللَّه إلي جواره وأحبّ له ما عنده، أظهرت له رجال أحقادها، وشفت أضغانها، فمنهم من ابتزّ حقّه، ومنهم من ائتمر به ليقتله، و منهم من شتمه وقذفه بالأباطيل، فإن يکن لذرّيّته وناصري دعوته دولة تنشر عظامهم، وتحفر علي أجسادهم، والأبدان منهم يومئذٍ بالية، بعد أن تقتل الأحياء منهم وتذلّ رقابهم، فيکون اللَّه عزّ اسمه قد عذّبهم بأيدينا وأخزاهم، و نصرنا عليهم، و شفا صدورنا منهم.

إنّه واللَّه ما يشتم عليّاً إلّا کافر، يُسِرّ شتم رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم ويخاف أن يبوحَ به، فيکنّي بشتم عليّ عليه السلام عنه.

أما إنّه قد تخطّت المنيّة منکم من امتدّ عمره، و سمع قول رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم فيه:

[صفحه 380]

لا يحبّک إلّا مؤمن ولا يبغضک إلّا منافق «وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ»[1] فعاد ابن الزبير إلي خطبته، وقال: عذرت بني الفواطم يتکلّمون، فما بال ابن اُمّ حنيفة؟!

فقال محمّد: يابن اُمّ رومان، وما لي لا أتکلّم؟! وهل فاتني من الفواطم إلّا واحدة؟! ولم يفتني فخرها؛ لأ نّها اُمّ أخويّ، أنا ابن فاطمة بنت عمران بن عائذ بن مخزوم جدّة رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم ، و أنا ابن فاطمة بنت أسد بن هاشم کافلة رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم، والقائمة مقام اُمّه، أما واللَّه لولا خديجة بنت خويلد ماترکت في بني أسد بن عبدالعزّي عظماً إلّا هشمته! ثمّ قام فانصرف.[2] .



صفحه 380.





  1. الشعراء: 227.
  2. شرح نهج البلاغة: 62:4.