سعد بن أبي وقّاص











سعد بن أبي وقّاص



6348- صحيح مسلم عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص عن أبيه: أمر معاوية بن

[صفحه 373]

أبي سفيان سعداً فقال: ما منعک أن تسبّ أباالتراب؟ فقال: أما ما ذکرت ثلاثاً قالهنّ له رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم فلن أسبّه؛ لأن تکون لي واحدة منهن أحبّ إليَّ من حمر النعم.

سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم يقول له، خلَّفه في بعض مغازيه، فقال له عليّ: يا رسول اللَّه، خلّفتني مع النساء والصبيان؟

فقال له رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم: أما ترضي أن تکون منّي بمنزلة هارون من موسي إلّا أنّه لا نبوّة بعدي.

و سمعته يقول يوم خيبر: «لاُعطينّ الراية رجلاً يحبّ اللَّهَ ورسولَه، ويُحبّه اللَّهُ ورسولُه». قال: فتطاولنا لها، فقال: «ادعوا لي عليّاً». فاُتي به أرمد، فبصق في عينه و دفع الراية إليه، ففتح اللَّه عليه.

و لمّا نزلت هذه الآية: «فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَکُمْ»[1] دعا رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال: «اللهمّ هؤلاء أهلي».[2] .

6349- الأمالي للطوسي عن ابن عبّاس: کنت عند معاوية و قد نزل بذي طوي،[3] .

[صفحه 374]

فجاءه سعد بن أبي وقّاص فسلّم عليه، فقال معاوية: يا أهل الشام، هذا سعد بن أبي وقّاص و هو صديق لعليّ، قال: فطأطأ القوم رؤوسهم، وسبّوا عليّاً عليه السلام، فبکي سعد، فقال له معاوية: ما الذي أبکاک؟

قال: و لِمَ لا أبکي لرجل من أصحاب رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم يُسبّ عندک و لا أستطيع أن اُغيّر؟ وقد کان في عليّ خصال لأن تکون فيَّ واحدة منهم أحبّ من الدنيا و ما فيها:

أحدها: أنّ رجلاً کان باليمن، فجاءه عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال: لأشکونّک إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم، فقدم علي رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم فسأله عن عليّ عليه السلام فثني عليه، فقال: اُنشدک باللَّه الذي أنزل عليَّ الکتاب، واختصّني بالرسالة، عن سخط تقول ما تقول في عليّ بن أبي طالب؟

قال: نعم يا رسول اللَّه.

قال: ألا تعلم أنّي أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟

قال: بلي.

قال: فمَن کنتُ مولاه فعليّ مولاه.

والثانية: أنّه صلي الله عليه و سلم بعث يوم خيبر عمر بن الخطّاب إلي القتال فهُزِم وأصحابه، فقال صلي الله عليه و سلم: «لاُعطينّ الراية غداً إنساناً يحبّ اللَّهَ ورسولَه، ويحبّه اللَّهُ ورسولُه» فقعد المسلمون وعليّ عليه السلام أرمد، فدعاه فقال: «خُذ الراية» فقال: يا رسول اللَّه، إنّ عيني کما تري، فتفل فيها، فقام فأخذ الراية، ثمّ مضي بها حتي فتح اللَّه عليه.

والثالثة: خلّفه صلي الله عليه و سلم في بعض مغازيه فقال عليّ عليه السلام: يا رسول اللَّه، خلّفتني مع النساء والصبيان؟

[صفحه 375]

فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم: أما ترضي أن تکون منّي بمنزلة هارون من موسي إلّا أنّه لا نبيّ بعدي.

والرابعة: سدّ الأبواب في المسجد إلّا باب عليّ.

والخامسة: نزلت هذه الآية: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنکُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَکُمْ تَطْهِيرًا»[4] فدعا النبيّ صلي الله عليه و سلم عليّاً وحسناً وحسيناً و فاطمة عليهم السلام، فقال: اللهمّ هؤلاء أهلي، فأذهب عنهم الرجس، و طهّرهم تطهيراً.[5] .

6350- المصنّف لابن أبي شيبة عن أبي بکر بن خالد بن عرفطة: أتيت سعد بن مالک[6] بالمدينة فقال: ذکر لي أنّکم تسبّون عليّاً؟ قال: قد فعلنا، قال: فلعلّک قد سبّيته؟ قلت: معاذ اللَّه! قال: فلا تسبّه، فلو وضع المنشار علي مفرقي علي أن أسبّ عليّاً ما سببته أبداً، بعدما سمعت من رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم ما سمعت.[7] .

6351- مروج الذهب عن ابن أبي نجيح: لمّا حجّ معاوية طاف بالبيت ومعه سعد، فلمّا فرغ انصرف معاوية إلي دار الندوة، فأجلسه معه علي سريره، ووقع معاوية في عليٍّ وشرع في سبّه، فزحف سعد ثمّ قال: أجلستني معک علي سريرک ثمّ شرعت في سبّ عليّ، واللَّه لأن يکون فيَّ خصلة واحدة من خصالٍ کانت لعليّ

[صفحه 376]

أحبّ إليَّ من أن يکون لي ما طلعت عليه الشمس.[8] .

6352- تاريخ دمشق عن عائشة بنت سعد: إنّ مروان بن الحکم کان يعود سعد بن أبي وقّاص، وعنده أبوهريرة وهو يومئذٍ قاضي لمروان بن الحکم، فقال سعد: ردّوه. فقال أبوهريرة: سبحان اللَّه! کهل قريش وأمير البلد، جاء يعودک فکان حقّ ممشاه إليک أن تردّه؟ فقال سعد: ائذنوا له، فلمّا دخل مروان وأبصره سعد بوجهه تحوّل عنه نحو سرير ابنته عائشة، فاُرعد سعد وقال: ويلک يا مروان! إنهَ طاعتک- يعني أهل الشام- علي شتم عليّ بن أبي طالب، فغضب مروان، فقام و خرج مغضباً.[9] .

6353- جواهر المطالب: لمّا مات الحسن رضي الله عنه حجّ معاوية، فدخل المدينة، وأراد أن يلعن عليّ بن أبي طالب علي منبر رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم، فقيل له: إنّ هاهنا سعد بن أبي وقّاص، ولا نراه يرضي بهذا الأمر، فابعث إليه وخذ رأيه، فأرسل إليه معاوية وذکر له ذلک. فقال: واللَّه لئن فعلتَ لأخرجنّ من هذا المسجد، فلا أعود إليه، فأمسک معاوية عن ذلک حتي مات سعد. فلمّا مات سعد لعنه علي المنبر، وکتب إلي سائر عمّاله بذلک وأمرهم أن يلعنوه علي منابرهم، فأنکر ذلک أصحاب رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم وأعظموه وتکلّموا في ذلک و بالغوا، فلم يفد ذلک شيئاً.

و کتبت اُمّ سلمة زوج النبيّ صلي الله عليه و سلم إلي معاوية:«إنّکم تلعنون اللَّه و رسوله علي منابرکم وذلک أنّکم تلعنون عليّ بن أبي طالب و من أحبّه، وأنا أشهد أنّ

[صفحه 377]

رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم أحبّه، واللَّه أحبّه»، فلم يلتفت معاوية إلي کلامها.[10] .



صفحه 373، 374، 375، 376، 377.





  1. آل عمران: 61.
  2. صحيح مسلم: 32:1871:4، سنن الترمذي: 3724:638:5، المستدرک علي الصحيحين: 4575:117:3، خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 9:46 وفيه « إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنکُمُ الرِّجْسَ...» بدل «فَقُلْ تَعَالَوْاْ...» وص 55:119 نحوه؛ کشف الغمّة: 150:1 وراجع الأمالي للطوسي: 287:171 والمصنّف لابن أبي شيبة: 15:496:7 والسنّة لابن أبي عاصم: 1386:596 و 1387.
  3. ذو طوي- بفتح طاء وتضمّ، والضمّ أشهر-: هو موضع بمکّة داخل الحرم؛ هو من مکّة علي نحو من فرسخ، تُري بيوت مکّة منه (مجمع البحرين: 1127:2). وقال ياقوت الحِمَوي: هو موضع بالشام عند الطور. قال الجوهري: ذو طوي موضع عند مکّة (معجم البلدان: 45:4).
  4. الأحزاب: 33.
  5. الأمالي للطوسي: 1243:598، بحارالأنوار: 507:218:33.
  6. هو سعد بن أبي وقّاص نفسه.
  7. المصنّف لابن أبي شيبة: 59:504:7، خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 92:170، التاريخ الکبير: 8:کتاب الکني:71:11، مسند أبي يعلي: 773:363:1، تاريخ دمشق: 412:42 کلاهما نحوه.
  8. مروج الذهب: 23:3 وراجع خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 126:233 و السنن الکبري: 8511:144:5.
  9. تاريخ دمشق: 248:57.
  10. جواهر المطالب: 227:2، العقد الفريد: 355:3.