خطبة الإمام لمّا بلغه خبر سبّه











خطبة الإمام لمّا بلغه خبر سبّه



6331- الإمام الباقر عليه السلام: خطب أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات اللَّه عليه بالکوفة بعد منصرفه من النهروان وبلغه أنّ معاوية يسبّه ويلعنه ويقتل أصحابه، فقام خطيباً، فحمد اللَّه، وأثني عليه، وصلّي علي رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم، وذکر ما أنعم اللَّه علي نبيّه وعليه، ثمّ قال: لولا آية في کتاب اللَّه ما ذکرتُ ما أنا ذاکره في مقامي هذا، يقول اللَّه عزّوجلّ: «وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّکَ فَحَدِّثْ».[1] .

اللهمّ لک الحمد علي نِعمک التي لا تُحصي، وفضلک الذي لا يُنسي. يا أيّها الناس! إنّه بلغني ما بلغني، وإنّي أراني قد اقترب أجلي، وکأنّي بکم وقد جهلتم أمري، وإنّي تارک فيکم ما ترکه رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم؛ کتابَ اللَّه وعترتي؛ وهي عترة الهادي إلي النجاة، خاتم الأنبياء، وسيّد النجباء، والنبيّ المصطفي....

ببُغضي يُعرف المنافقون، و بمحبّتي امتحن اللَّه المؤمنين، هذا عهد النبيّ الاُمّي إليَّ أنّه لا يحبّک إلّا مؤمن، و لا يبغضک إلّا منافق. و أنا صاحب لواء رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم في الدنيا والآخرة، و رسول اللَّه فَرَطي،[2] و أنا فَرَط شيعتي. واللَّه لا عطش محبّي، ولا خاف وليّي، وأنا وليّ المؤمنين، واللَّهُ وليّي، حَسبُ محبّيَّ أن يحبّوا ما

[صفحه 361]

أحبّ اللَّه، و حَسبُ مبغضيَّ أن يبغضوا ما أحبّ اللَّه.

ألا وإنّه بلغني أنّ معاوية سبّني ولعنني، اللهمّ اشدُد وطأتک عليه، وأنزل اللعنة علي المستحقّ، آمين يا ربّ العالمين، ربّ إسماعيل، وباعث إبراهيم، إنّک حميد مجيد.

ثمّ نزل عليه السلام عن أعواده، فما عاد إليها حتي قتله ابن ملجم- لعنه اللَّه-.[3] .



صفحه 361.





  1. الضحي: 11.
  2. فَرَطَ فهو فَرَطٌ: إذا تقدّم وسبق القوم (النهاية: 434:3).
  3. معاني الأخبار: 9:58، بشارة المصطفي: 12 کلاهما عن جابر الجعفي.