سبّه علي المنابر











سبّه علي المنابر



6328- المناقب لابن المغازلي عن أبي معاوية هشيم بن بشير الواسطي: أدرکت خطباء أهل الشام بواسط[1] في زمن بني اُمية، کان إذا مات لهم ميّت قام خطيبهم فحمد اللَّه وأثني عليه، ثمّ ذکر عليّ بن أبي طالب فسبّه. فحضرتُهم يوماً وقد مات لهم ميّت، فقام خطيبهم، فحمد اللَّه وأثني عليه، وذکر عليّاً عليه السلام فسبّه، فجاء ثور فوضع قرنيه في ثدييه وألزقه بالحائط، فعصره حتي قتله، ثمّ رجع يشقّ الناس يميناً و شمالاً لا يهيج أحداً و لا يؤذيه.[2] .

6329- مروج الذهب: ذکر بعض الأخباريّين أنّه قال لرجل من أهل الشام من زعمائهم وأهل الرأي والعقل منهم: مَن أبوتراب هذا الذي يلعنه الإمام علي المنبر؟ قال: أراه لصّاً من لصوص الفتن.[3] .

6330- الغارات عن الواقدي: إنّ عمر بن ثابت... کان يرکب ويدور في القري بالشام، فإذا دخل قريةً جمع أهلها، ثمّ يقول: أيّها الناس! إنّ عليّ بن أبي طالب کان رجلاً منافقاً، أراد أن ينخس برسول اللَّه صلي الله عليه و سلم ليلة العقبة، فالعنوه.

[صفحه 359]

قال: فيلعنه أهل تلک القرية، ثمّ يسير إلي القرية الاُخري، فيأمرهم بمثل ذلک.[4] .

قال العلّامة الأميني رحمه الله: لم يزَل معاوية وعمّاله دائبين علي ذلک [لعن الإمام عليه السلام] حتي تمرَّن عليه الصغير، وهرم الشيخ الکبير، و لعلّ في أوليات الأمر کان يوجد هناک من يمتنع عن القيام بتلک السبّة المخزية، و کان يسَع لبعض النفوس الشريفة أن يتخلّف عنها، غير أنّ شدّة معاوية- الحليم في إجراء اُحدوثته- وسطوة عمّاله- الخصماء الألدّاء علي أهل بيت الوحي، وتهالکهم دون تدعيم تلک الإمرة الغاشمة، وتنفيذ تلک البدعة الملعونة- حکمت في البلاء، حتي عمّت البلوي، وخضعت إليها الرقاب، وغلّلتها أيدي الجور تحت نِير[5] الذلّ والهوان.

فکانت العادة مستمرّة منذ شهادة أميرالمؤمنين عليه السلام إلي نهي عمر بن عبدالعزيز، طيلة أربعين سنة،[6] علي صهوات المنابر، وفي الحواضر الإسلاميّة کلّها؛ من الشام إلي الري إلي الکوفة إلي البصرة إلي عاصمة الإسلام المدينة المشرّفة إلي حرم أمن اللَّه مکّة المعظّمة إلي شرق العالم الإسلامي وغربه، و عند مجتمعات المسلمين جمعاء....

واتّخذوا ذلک کعقيدة راسخة، أو فريضة ثابتة، أو سنّة متّبعة، يرغب فيها بکلّ شوق وتوق[7] حتي أنّ عمر بن عبدالعزيز لمّا منع عنها- لحکمة عمليّة- أو

[صفحه 360]

لسياسة وقتيّة- حسبوه کأنّه جاء بطامّةٍ کبري، أو اقترف إثماً عظيماً.[8] .

راجع: کتاب «الغدير»: 257:10 تا 271.



صفحه 359، 360.





  1. واسِط: مدينة بناها الحجّاج، وهي متوسّطة بين البصرة والکوفة عن کلٍّ منهما خمسون فرسخاً (معجم البلدان: 347:5).
  2. المناقب لابن المغازلي: 445:391.
  3. مروج الذهب: 42:3.
  4. الغارات: 581:2؛ شرح نهج البلاغة: 103:4 وفيه «عمرو بن ثابت» بدل «عمر بن ثابت».
  5. النِّير: الخشبة التي تکون علي عنق الثور بأداتها (لسان العرب: 247:5).
  6. کذا في المصدر والصحيح:«ستّين سنة»؛ لأنّ خلافة عمر بن عبد العزيز کانت سنة 99 ه.
  7. التوق: وهو الشوق إلي الشي ء والنزوع إليه (لسان العرب: 33:10).
  8. الغدير: 265:10.