اخبار الإمام عن سبّه والبراءة منه











اخبار الإمام عن سبّه والبراءة منه



6315- الإمام عليّ عليه السلام- في وصف معاوية-: أما إنّه سيظهر عليکم بعدي رجل رَحْبُ[1] البلعوم، مُندَحِق[2] البطن، يأکل ما يجد، ويطلب ما لا يجد، فاقتلوه، ولن تقتلوه! ألا وإنّه سيأمرکم بسبّي، والبراءة منّي! فأمّا السبّ فسبّوني؛ فإنّه لي زکاة، ولکم نجاة، و أمّا البراءة فلا تتبرّؤوا منّي؛ فإنّي وُلدت علي الفطرة، و سبقت إلي الإيمان والهجرة.[3] .

[صفحه 354]

6316- عنه عليه السلام: إنّکم ستُعرضون من بعدي علي سبّي، فسبّوني، فإن عُرض عليکم البراءة منّي فلا تبرّؤوا منّي؛ فإنّي علي الإسلام، فمن عُرض عليه البراءة منّي فليمدد عنقه، فإن تبرّأ منّي فلا دنيا له و لا آخرة.[4] .

6317- عنه عليه السلام: إنّکم ستُعرضون علي سبّي، فسبّوني، فإن عُرضت عليکم البراءة منّي فلا تبرّؤوا منّي، فإنّي علي الإسلام، فليمدد أحدکم عنقه ثکلته اُمّه-؛ فإنّه لا دنيا له ولا آخرة بعد الإسلام، ثمّ تلا:«إِلَّا مَنْ أُکْرِهَ وَ قَلْبُهُ و مُطْمَئنّ م بِالْإِيمَنِ».[5] [6] .

6318- خصائص الأئمة عليهم السلام عن ميثم التمّار: دعاني أميرالمؤمنين عليه السلام يوماً، فقال لي:

يا ميثم، کيف أنت إذا دعاک دَعيّ[7] بني اُميّة عبيداللَّه بن زياد إلي البراءة منّي؟ قلت: إذاً واللَّه أصبر، وذاک في اللَّه قليل. قال: يا ميثم، إذاً تکون معي في درجتي.[8] .

[صفحه 355]

6319- الإمام الباقر عليه السلام: خطب عليّ عليه السلام علي منبر الکوفة، فقال: سيعرض عليکم سبّي، وستذبحون عليه؛ فإن عُرض عليکم سبّي فسبّوني، و إن عُرض عليکم البراءة منّي فإنّي علي دين محمّد صلي الله عليه و سلم. و لم يقُل: فلا تبرّؤوا منّي.[9] .

6320- الإمام الصادق عليه السلام: قال عليّ عليه السلام: واللَّه لتُذبحنّ علي سبّي- وأشار بيده إلي حلقه- ثمّ قال: فإن أمروکم بسبّي، فسبّوني، وإن أمروکم أن تبرؤوا منّي فإنّي علي دين محمّد صلي الله عليه و سلم. ولم ينَههم عن إظهار البراءة.[10] .

6321- الکافي عن مسعدة بن صدقة: قيل لأبي عبداللَّه عليه السلام: إنّ الناس يروون أنّ عليّاً عليه السلام قال علي منبر الکوفة: أيّها الناس، إنّکم ستُدعون إلي سبّي، فسبّوني، ثمّ تُدعون إلي البراءة منّي، فلا تبرؤوا منّي.

فقال: ما أکثر ما يکذب الناس علي عليّ عليه السلام! ثمّ قال: إنّما قال: إنّکم ستُدعون إلي سبّي، فسبّوني، ثمّ ستُدعون إلي البراءة منّي و إنّي لعلي دين محمّد. و لم يقُل: لا تبرؤوا منّي.

فقال له السائل: أرأيت إن اختار القتل دون البراءة؟ فقال: واللَّه ما ذلک عليه، وما له إلّا ما مضي عليه عمّار بن ياسر حيث أکرهه أهل مکّة وقلبه مطمئنّ بالإيمان، فأنزل اللَّه عزّوجلّ فيه: «إِلَّا مَنْ أُکْرِهَ وَ قَلْبُهُ و مُطْمَئنّ م بِالْإِيمَنِ»، فقال له النبيّ صلي الله عليه و سلم عندها: يا عمّار، إن عادوا فعُد؛ فقد أنزل اللَّه عزّوجلّ عذرک، و أمرک أن تعود إن عادوا.[11] .

[صفحه 356]

6322- الإمام عليّ عليه السلام: ألا إنّکم معرضون علي لعني ودعاي کذّاباً، فمن لعنني کارهاً مُکرَهاً- يعلم اللَّه أنّه کان مُکرَهاً- وردتُ أنا و هو علي محمّد صلي الله عليه و سلم معاً. و من أمسک لسانه فلم يلعنّي سبقني؛ کرَميةِ سهمٍ، أو لَمحة بالبصر. ومن لعنني منشرحاً صدره بلَعني فلا حجاب بينه وبين اللَّه، و لا حجّة له عند محمّد صلي الله عليه و سلم.

ألا إنّ محمّداً صلي الله عليه و سلم أخذ بيدي يوماً فقال: من بايع هؤلاء الخمس ثمّ مات و هو يحبّک فقد قضي نحبه، و من مات و هو يبغضک مات ميتة جاهليّة، يحاسب بما عمل في الإسلام.[12] .

راجع: مرآة العقول: 174:9 تا 179.



صفحه 354، 355، 356.





  1. الرَّحْب: الشي ء الواسع (لسان العرب: 414:1).
  2. مُنْدَحِقُ البطن: أي واسعها، کأنّ جوانبها قد بَعُدَ بعضها من بعض فاتّسعت (النهاية: 105:2).
  3. نهج البلاغة: الخطبة 57، المناقب لابن شهر آشوب: 272:2 و راجع تاريخ دمشق: 588:42 وعيون أخبار الرضا: 274:64:2 وعوالي اللآلي: 289:105:2 والمناقب للکوفي: 547:64:2 و شرح الأخبار: 129:168:1.
  4. الإرشاد: 322:1، الخرائج والجرائح: 43:202:1 وفيه إلي «فلا تبرّؤوا منّي» وراجع الأمالي للطوسي: 362:210 والمناقب للکوفي: 1077:565:2.
  5. النحل: 106.
  6. المستدرک علي الصحيحين: 3365:390:2 عن أبي صادق وراجع الأمالي للطوسي: 765:364، والغارات: 637:2 والمناقب للکوفي: 900:417:2 و ص 902:419 وغرر الحکم: 3858 وبحارالأنوار: 13:316:39.
  7. الدَّعِيّ: المنسوب إلي غير أبيه (لسان العرب: 261:14).
  8. خصائص الأئمّة عليهم السلام: 54.
  9. شرح نهج البلاغة: 106:4 عن أبي مريم الأنصاري.
  10. شرح نهج البلاغة: 106:4 عن الحسن بن صالح؛ بحارالأنوار: 326:39.
  11. الکافي: 10:219:2، قرب الإسناد: 38:12، تفسير العيّاشي: 73:271:2 عن معمّر بن يحيي بن سالم عن الإمام الباقر عليه السلام وليس فيه من «فقال له النبيّ صلي الله عليه و سلم...» وکلاهما نحوه.
  12. الأمالي للمفيد: 4:120، شرح الأخبار: 119:164:1 نحوه وليس فيه من «ومن أمسک» إلي «عند محمّد صلي الله عليه و سلم» وکلاهما عن مالک بن ضمرة.