قريش
6281- الإمام عليّ عليه السلام- في کلام له في التظلّم والتشکّي من قريش-: اللهمّ إنّي أستعديک علي قريش و من أعانهم؛ فإنّهم قد قطعوا رحمي، وأکفؤوا إنائي،[2] . [صفحه 334] وأجمعوا علي منازعتي حقّاً کنت أولي به من غيري، وقالوا: ألا إنّ في الحقّ أن تأخذه، وفي الحقّ أن تُمنعه، فاصبر مغموماً، أو مُت متأسّفاً. فنظرت فإذا ليس لي رافد،[3] و لا ذابّ و لا مساعد، إلّا أهل بيتي، فضننت[4] بهم عن المنيّة؛ فأغضيت علي القذي،[5] وجرعت ريقي علي الشَّجا،[6] وصبرت من کظم الغيظ علي أمرَّ من العَلْقَم،[7] وآلمَ للقلب من وخز الشِّفار.[8] [9] . 6282- عنه عليه السلام: اللهمّ إنّي أستعديک[10] علي قريش و من أعانهم! فإنّهم قطعوا رحمي، وصغّروا عظيم منزلتي، و أجمعوا علي منازعتي أمراً هوَ لي. ثمّ قالوا: ألا إنّ في الحقّ أن تأخذه، وفي الحقّ أن تترکه.[11] . 6283- عنه عليه السلام: اللهمّ اجزِ قريشاً عنّي الجوازي؛ فقد قطعت رحمي، و دفعتني عن حقّي، و أغرتْ بي سفهاء الناس، و خاطرت بدمي.[12] . [صفحه 335] 6284- عنه عليه السلام: اللهمّ اجزِ قريشاً عنّي الجوازي؛ فقد ظلموني حقّي، وصغّروا شأني، و منعوني إرثي.[13] . 6285- عنه عليه السلام: اللهمّ إنّي أستعديک علي قريش؛ فإنّهم ظلموني حقّي، ومنعوني إرثي، وتمالؤوا عليَّ.[14] . 6286- عنه عليه السلام: ما لنا و لقريش! يخضمون الدنيا باسمنا ويطؤون علي رقابنا، فياللَّه وللعجب! من اسم جليل لمسمّي ذليل.[15] . 6287- عنه عليه السلام- من کتاب له إلي أخيه عقيل-: دع عنک قريشاً وتَرْکاضَهم[16] في الضلال، و تَجوالهم[17] في الشقاق، وجِماحَهم[18] في التِّيْه؛[19] فإنّهم قد أجمعوا علي حربي کإجماعهم علي حرب رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم قبلي، فجَزَت قريشاً عنّي الجوازي! فقد قطعوا رحمي، وسلبوني سلطان ابن اُمّي.[20] . قال ابن أبي الحديد: قوله: «فدع عنک قريشاً- إلي قوله- علي حرب رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم» هذا الکلام حقّ؛ فإنّ قريشاً اجتمعت علي حربه منذ يوم بويع بغضاً له وحسداً وحقداً عليه، فأصفقوا کلّهم يداً واحدة علي شقاقه وحربه، کما کانت حالهم في ابتداء الإسلام مع رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم، لم تخرم حاله من حاله أبداً إلّا [صفحه 336] أن ذاک عصمه اللَّه من القتل؛ فمات موتاً طبيعيّاً، وهذا اغتاله إنسان فقتله. قوله: «فجزت قريشاً عنّي الجوازي؛ فقد قطعوا رحِمي، وسلبوني سلطان ابن اُمّي» هذه کلمة تجري مجري المثل، تقول لمن يسي ء إليک وتدعو عليه: جزتک عنّي الجوازي! يقال: جزاه اللَّه بما صنع، وجازاه اللَّه بما صنع! ومصدر الأوّل جزاء، والثاني مجازاة، وأصل الکلمة أنّ الجوازي جمع جازية کالجواري جمع جارية، فکأنّه يقول: جَزَتْ قريشاً عنّي بما صنعت لي کلّ خصلة من نکبة أو شدّة أو مصيبة أو جائحة؛ أي جعل اللَّه هذه الدواهي کلّها جزاء قريش بما صنعت بي. و«سلطان ابن اُمّي» يعني به الخلافة، وابن اُمّه هو رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم؛ لأ نّهما ابنا فاطمة بنت عمرو بن عمران بن عائذ بن مخزوم، اُمّ عبداللَّه وأبي طالب، ولم يقُل سلطان ابن أبي؛ لأنّ غير أبي طالب من الأعمام يشرَکه في النسب إلي عبدالمطّلب.[21] . راجع: بواعث بغضه/ أحقاد علي رسول اللَّه، وأحقاد بدريّة وحنينيّة وغيرهنّ.
6280- رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم- في وصيّته لأمير المؤمنين عليه السلام-: يا أخي، إنّ قريشاً ستظاهر عليک، و تجتمع کلمتهم علي ظلمک و قهرک؛ فإن وجدت أعواناً فجاهدهم، و إن لم تجد أعواناً فکفّ يدک، واحقن دمک؛ فإنّ الشهادة من ورائک.[1] .
صفحه 334، 335، 336.