سمُرة بن جُندَب











سمُرة بن جُندَب



و کان سمرة بن جندب من شرطة زياد. روي عبدالملک بن حکيم عن الحسن قال: جاء رجل من أهل خراسان إلي البصرة، فترک مالاً کان معه في بيت المال، و أخذ براءة، ثم دخل المسجد فصلّي رکعتين، فأخذه سَمُرة بن جُندَب واتّهمه

[صفحه 324]

برأي الخوارج، فقدّمه فضرب عنقه وهو يومئذٍ علي شُرطة زياد، فنظروا فيما معه فإذا البراءة بخطّ بيت المال، فقال أبوبکرة: يا سمرة! أما سمعت اللَّه تعالي يقول: «قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَکَّي وَ ذَکَرَ اسْمَ رَبِّهِ ي فَصَلَّي»[1] فقال: أخوک[2] أمرني بذلک.

وروي الأعمش عن أبي صالح قال: قيل لنا: قد قدم رجل من أصحاب رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم، فأتيناه فإذا هو سَمُرة بن جُندَب، وإذا عند إحدي رجليه خمر و عند الاُخري ثلج! فقلنا: ما هذا؟! قالوا: به النِّقْرِس،[3] و إذا قوم قد أتَوه، فقالوا: يا سمرة! ما تقول لربّک غداً؟ تؤتي بالرجل فيقال لک: هو من الخوارج، فتأمر بقتله، ثمّ تؤتي بآخر فيقال لک: ليس الذي قتلته بخارجيّ، ذاک فتيً وجدناه ماضياً في حاجته، فشُبِّه علينا، و إنّما الخارجيّ هذا، فتأمر بقتل الثاني. فقال سمرة: و أيّ بأس في ذلک؟ إن کان من أهل الجنّة، مضي إلي الجنّة وإن کان من أهل النار مضي إلي النار!!

وروي واصل مولي أبي عيينة عن جعفر بن محمّد بن عليّ عليه السلام عن آبائه، قال: کان لسمرة بن جُندب نخل في بستان رجل من الأنصار، فکان يؤذيه، فشکا الأنصاري ذلک إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم، فبعث إلي سمرة فدعاه فقال له: بِعْ نخلک من هذا وخُذ ثمنه. قال: لا أفعل! قال: فخذ نخلاً مکان نخلک. قال: لا أفعل! قال: فاشترِ منه بستانه. قال: لا أفعل! قال: فاترک لي هذا النخل ولک الجنّة. قال: لا أفعل. فقال صلي الله عليه و سلم للأنصاري: اذهب فاقطع نخله؛ فإنّه لا حقّ له فيه.

وروي شريک قال: أخبرنا عبداللَّه بن سعد عن حجر بن عديّ قال: قدمت

[صفحه 325]

المدينة فجلست إلي أبي هريرة، فقال: ممّن أنت؟ قلت: من أهل البصرة. قال: ما فعل سمرة بن جندب؟ قلت: هو حيّ. قال: ما أحدٌ أحبُّ إليّ طولَ حياةٍ منه.

قلت: ولِمَ ذاک؟ قال: إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم قال لي وله ولحذيفة بن اليمان: «آخرکم موتاً في النار» فسبقنا حذيفة، وأنا الآن أتمنّي أن أسبقه. قال: فبقي سمرة بن جندب حتي شهد مقتل الحسين.

وروي أحمد بن بشير عن مسعر بن کدام، قال: کان سمرة بن جندب أيّام مسير الحسين عليه السلام إلي الکوفة علي شرطة عبيداللَّه بن زياد، و کان يحرِّض الناس علي الخروج إلي الحسين عليه السلام وقتاله.



صفحه 324، 325.





  1. الأعلي: 14 و 15.
  2. يريد زيادَ بن أبيه، و کان أخا أبي بکرة لاُمّه سميّة.
  3. النِّقرِس: ورم يحدُث في مفاصل القدَم، وفي إبهامها أکثر (المصباح المنير: 621).