سخط النبيّ علي من أبغضه











سخط النبيّ علي من أبغضه



6131- خصائص أميرالمؤمنين عن سعد بن أبي وقّاص: سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم يوم الجحفة، فأخذ بيد عليّ عليه السلام فخطب فحمد اللَّه وأثني عليه، ثمّ قال: أيّها الناس، إنّي وليّکم! قالوا: صدقت يا رسول اللَّه، أنت وليّنا. ثمّ أخذ بيد عليّ فرفعها فقال: هذا وليّي، و يؤدّي عنّي ديني، و أنا موالي من والاه، و معادي من عاداه.[1] .

6132- المناقب لابن المغازلي عن عبداللَّه بن مسعود: رأيت النبيّ صلي الله عليه و سلم أخذ بيد

[صفحه 258]

عليّ عليه السلام و هو يقول: اللَّه وليّي و أنا وليّک، و معادي من عاداک، و مسالم من سالمک.[2] .

6133- رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم: معاشر الناس، من أحبّ عليّاً أحببته، و من أبغض عليّاً أبغضته، و من وصل عليّاً وصلته، و من قطع عليّاً قطعته، و من جفا عليّاً جفوته، و من والَي عليّاً واليته، و من عادي عليّاً عاديته.[3] .

6134- عنه صلي الله عليه و سلم: ثلاث من کنّ فيه فليس منّي و لا أنا منه: بغضُ عليّ بن أبي طالب، و نصب لأهل بيتي، و من قال: الإيمان کلام.[4] .

6135- تاريخ دمشق عن عبداللَّه بن عطاء عن عبداللَّه بن بريدة عن أبيه: بعث رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم عليّ بن أبي طالب وخالد بن الوليد، کلّ واحد منهما وحده، وجمعهما فقال: إذا اجتمعتما فعليکم عليٌّ. قال: فأخذنا يميناً أو يساراً، قال: فأخذ عليّ فأبعد، فأصاب سبياً، فأخذ جارية من الخمس.

قال بريدة: وکنت من أشدّ الناس بغضاً لعليّ! وقد علم ذلک خالد بن الوليد، فأتي رجلٌ خالداً فأخبره أنّه أخذ جارية من الخمس، فقال: ما هذا؟ ثمّ جاء آخر، ثمّ أتي آخر، ثمّ تتابعت الأخبار علي ذلک، فدعاني خالد فقال: يا بريدة،

[صفحه 259]

قد عرفت الذي صنع، فانطلقْ بکتابي هذا إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم فأخبرْه، وکتب إليه.

فانطلقت بکتابه حتي دخلت علي رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم، فأخذ الکتاب فأمسکه بشماله و کان کما قال اللَّه عزّوجلّ لا يکتب و لا يقرأ، و کنتُ رجلاً إذا تکلّمت طأطأت رأسي حتي أفرغ من حاجتي، فطأطأت رأسي أو[5] تکلّمتُ فوقعتُ في عليّ حتي فرغت، ثمّ رفعت رأسي، فرأيت رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم قد غضب غضباً لم أرَه غضب مثله قطّ إلّا يوم قُرَيظة والنضير، فنظر إليَّ فقال: يا بريدة! إنّ عليّاً وليّکم بعدي، فأحِبَّ عليّاً؛ فإنّه يفعل ما يؤمر.

قال: فقمتُ و ما أحدٌ من الناس أحبّ إليَّ منه.

و قال عبداللَّه بن عطاء: حدَّثتُ بذلک أباحرب بن سويد بن غفلة فقال: کتمک عبداللَّه بن بريدة بعض الحديث: إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم قال له: أ نافقتَ بعدي يا بريدة؟![6] .

6136- المعجم الأوسط عن ابن بريدة عن أبيه: بعث رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم عليّاً أميراً علي اليمن، وبعث خالد بن الوليد علي الجبل، فقال: «إن اجتمعتما فعليٌّ علي الناس» فالتقوا، وأصابوا من الغنائم ما لم يصيبوا مثله، وأخذ عليّ جارية من الخمس، فدعا خالد بن الوليد بريدة، فقال: اغتنِمْها، فأخبِر النبيَّ صلي الله عليه و سلم بما صنع.

فقدمت المدينة، ودخلت المسجد، ورسول اللَّه صلي الله عليه و سلم في منزله، وناس من أصحابه علي بابه، فقالوا: ما الخبر يا بريدة؟ فقلت: خيرٌ؛ فتح اللَّه علي

[صفحه 260]

المسلمين، فقالوا: ما أقدمک؟ قال: جارية أخذها عليّ من الخمس، فجئت لاُخبر النبيّ صلي الله عليه و سلم. قالوا: فأخبِرْه، فإنّه يُسقطه من عين رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم، ورسول اللَّه صلي الله عليه و سلم يسمع الکلام، فخرج مغضباً وقال: ما بال أقوام ينتقصون عليّاً؟! من ينتقص عليّاً فقد انتقصني، ومن فارق عليّاً فقد فارقني، إنّ عليّاً منّي وأنا منه؛ خُلق من طينتي، وخُلقت من طينة إبراهيم، وأنا أفضل من إبراهيم «ذُرِّيَّةَم بَعْضُهَا مِن م بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ».[7] .

و قال: يا بريدة، أما علمت أنّ لعليّ أکثر من الجارية التي أخذ، وأنّه وليّکم من بعدي. فقلت: يا رسول اللَّه! بالصحبة إلّا بسطتَ يدک حتي اُبايعک علي الإسلام جديداً. قال: فما فارقته حتي بايعته علي الإسلام.[8] .

6137- مسند ابن حنبل عن عبداللَّه بن بريدة: حدّثني أبي بريدة قال: أبغضتُ عليّاً بغضاً لم يبغضه أحد قطّ، قال: وأحببت رجلاً من قريش لم أحبّه إلّا علي بغضه عليّاً، قال: فبُعث ذلک الرجل علي خيل فصحبته، ما أصحبه إلّا علي بغضه عليّاً، قال: فأصبنا سبياً، قال: فکتب إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم ابعث إلينا من يخمّسه، قال: فبعث إلينا عليّاً، وفي السبي وصيفة هي أفضل من السبي، فخمّس وقسّم فخرج رأسه مغطّي، فقلنا: يا أباالحسن، ما هذا؟ قال: ألم تروا إلي الوصيفة التي کانت في السبي؛ فإنّي قسّمت وخمّست فصارت في الخمس، ثمّ صارت في أهل بيت النبيّ صلي الله عليه و سلم، ثمّ صارت في آل عليّ ووقعتُ بها.

قال: فکتب الرجل إلي نبيّ اللَّه صلي الله عليه و سلم، فقلت: ابعثني، فبعثني مصدّقاً. قال: فجعلت أقرأ الکتاب وأقول: صَدَق. قال: فأمسک يدي والکتاب وقال: أتبغض

[صفحه 261]

عليّاً؟ قال: قلت: نعم، قال: فلا تبغضه، وإن کنت تحبّه فازدد له حبّاً، فوالذي نفس محمّد بيده لَنصيب آل عليّ في الخمس أفضل من وصيفة.

قال: فما کان من الناس أحد بعد قول رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم أحبَّ إليَّ من عليّ.

قال عبداللَّه: فوالذي لا إله غيره ما بيني و بين النبيّ صلي الله عليه و سلم في هذا الحديث غير أبي بريدة.[9] .

6138- الإرشاد- في خبر سبي عليّ عليه السلام نساءً من قوم عمرو بن معديکرب واصطفائه جارية لنفسه-: قال بريدة: يا رسول اللَّه، إنّک إن رخّصت للناس في مثل هذا ذهب فيؤهم. فقال له النبيّ صلي الله عليه و سلم: ويحک يا بريدة! أحدَثتَ نِفاقاً! إنّ عليّ بن أبي طالب يحلّ له من الفي ء ما يحلّ لي، إنّ عليّ بن أبي طالب خير الناس لک ولقومک، وخير من اُخلّف من بعدي لکافّة اُمّتي. يا بريدة، احذر أن تُبغض عليّاً فيبغضک اللَّه.

قال بريدة: فتمنّيت أنّ الأرض انشقّت بي فسُخْتُ[10] فيها، وقلت: أعوذ باللَّه من سخط اللَّه وسخط رسوله، يا رسول اللَّه استغفر لي؛ فلن اُبغض عليّاً أبداً، ولا أقول فيه إلّا خيراً. فاستغفر له النبيّ صلي الله عليه و سلم.[11] .

راجع: القسم الثالث/ أحاديث الولاية.

[صفحه 262]



صفحه 258، 259، 260، 261، 262.





  1. خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 8:42، البداية والنهاية: 212:5.
  2. المناقب لابن المغازلي: 9:431 و ص 323:277، شرح نهج البلاغة: 107:4 وزاد في صدره «وروي الناس کافّة»، الرياض النضرة: 130 3؛ شرح الأخبار: 218:229:1 وکلّها نحوه، کشف الغمّة: 94:1.
  3. الأمالي للصدوق: 197:188، بشارة المصطفي: 24، التحصين لابن طاووس:12:550 کلّها عن عبد اللَّه ابن الفضل الهاشمي عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام، روضة الواعظين: 116.
  4. تاريخ دمشق: 8816:284:42، الفردوس: 2459:85:2 و فيه «نصب أهل بيتي» بدل «نصب لأهل بيتي»؛ المناقب للکوفي: 969:473:2 نحوه وکلّها عن جابر بن عبد اللَّه.
  5. کذا في المصدر، والظاهر أنّ الصحيح: «وتکلّمت».
  6. تاريخ دمشق: 8646 191:42 و 8647؛ الأمالي للطوسي: 443:249، بشارة المصطفي: 121، المناقب للکوفي: 331:424:1 نحوه وليس فيه «وقال عبد اللَّه بن عطاء: حدّثتُ...».
  7. آل عمران: 34.
  8. المعجم الأوسط: 6085:162:6 و راجع کشف المحجّة: 244.
  9. مسند ابن حنبل: 23028:13:9، فضائل الصحابة لابن حنبل: 1180:691:2، خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 97:178، تاريخ دمشق: 195:42، البداية والنهاية: 345:7 وراجع صحيح البخاري: 4093:1581:4.
  10. ساخ: أي غاص في الأرض (النهاية: 416:2).
  11. الإرشاد: 161:1، کشف الغمّة: 230:1، إعلام الوري: 253:1.