احقاد علي رسول الله











احقاد علي رسول الله



6100- الإمام علي عليه السلام: کل حقد حقدته قريش علي رسول الله صلي الله عليه و سلم أظهرته في، وستظهره في ولدي من بعدي. مالي و لقريش! إنما وترتهم[1] بأمر الله وأمر رسوله، أفهذا جزاء من أطاع الله ورسوله إن کانوا مسلمين؟![2] .

6101- عنه عليه السلام: اللهم إني أستعديک علي قريش؛ فإنهم أضمروا لرسولک صلي الله عليه و سلم ضروبا من الشر والغدر، فعجزوا عنها وحلت بينهم وبينها، فکانت الوجبة[3] بي، والدائرة[4] علي.

[صفحه 244]

اللهم احفظ حسنا وحسينا ولا تمکن فجرة قريش منهما ما دمت حيا، فإذا توفيتني فأنت الرقيب عليهم، وأنت علي کل شي ء شهيد.[5] .

6102- شرح نهج البلاغة: قال له قائل: يا أميرالمؤمنين، أرأيت لو کان رسول الله صلي الله عليه و سلم ترک ولدا ذکرا قد بلغ الحلم، وآنس منه الرشد؛ أکانت العرب تسلم إليه أمرها؟

قال: لا، بل کانت تقتله إن لم يفعل ما فعلت. إن العرب کرهت أمر محمد صلي الله عليه و سلم، وحسدته علي ما آتاه الله من فضله، واستطالت أيامه حتي قدفت زوجته، ونفرت به ناقته، مع عظيم إحسانه إليها، وجسيم مننه عندها، وأجمعت- مذ کان حيا- علي صرف الأمر عن أهل بيته بعد موته، ولولا أن قريشا جعلت اسمه ذريعة إلي الرياسة، وسلما إلي العز والإمرة، لما عبدت الله بعد موته يوما واحدا، ولارتدت في حافرتها،[6] وعاد قارحها جذعا، وبازلها بکرا،[7] ثم فتح الله عليها الفتوح، فأثرت بعد الفاقة، وتمولت بعد الجهد والمخمصة؛ فحسن في عيونها من الإسلام ما کان سمجا،[8] وثبت في قلوب کثير منها من الدين ما کان مضطربا، وقالت: لولا أنه حق لما کان کذا.

ثم نسبت تلک الفتوح إلي آراء ولاتها، وحسن تدبير الاُمراء القائمين بها،

[صفحه 245]

فتأکّد عند الناس نباهة قومٍ وخمول آخرين؛ فکنّا نحن ممّن خمَلَ ذکره، وخبتْ ناره، وانقطع صوته وصِيْتُه، حتي أکل الدهر علينا وشرب، ومضت السِّنون والأحقاب بما فيها، ومات کثير ممّن يُعرَف، ونشأ کثير ممّن لا يُعرف.

وما عسي أن يکون الولد لو کان؟ إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم لم يقرّبني ما تعلمونه من القرب للنسب واللحمة؛ بل للجهاد والنصيحة؛ أفتراه لو کان له ولد هل کان يفعلُ ما فعلت؟ وکذاک لم يکن يقرّب ما قرّبت، ثمّ لم يکن عند قريش والعرب سبباً للحُظوة والمنزلة، بل للحرمان والجفوة.

اللهمّ إنّک تعلم أنّي لم اُرِد الإمرة، ولا علوّ الملک والرياسة؛ وإنّما أردت القيام بحدودک، والأداء لشرعک، ووضع الاُمور في مواضعها، وتوفير الحقوق علي أهلها، والمضيّ علي منهاج نبيّک، وإرشاد الضالّ إلي أنوار هدايتک.[9] .



صفحه 244، 245.





  1. وَتَرْتُ الرجل: إذا قتلت له قتيلاً وأخذت له مالاً (لسان العرب: 274:5).
  2. شرح نهج البلاغة: 764:328:20، ينابيع المودّة: 6:407:1.
  3. الوَجْبة: السقطة مع الهدّة، أو صوت الساقط يسقط، فتُسمع له هدّة (تاج العروس: 465:2 و ص 466).
  4. الدائرة: الدَّولة بالغلبة والنصر (النهاية: 140:2).
  5. شرح نهج البلاغة: 413:298:20.
  6. قال الميداني: «عاد في حافرته» أي عاد إلي طريقته الاُولي. يُضرب في عادة السوء يدعها صاحبها ثمّ يرجع إليها (مجمع الأمثال: 2482:359:2).
  7. القارح: الناقة أوّل ما تحمل. والجَذَع من الإبل: ما استکمل أربعة أعوام. والبازِل منها هو ما استکمل السنة الثامنة وظعن في التاسعة وفطر نابه. والبِکر: الفتيّ من الإبل بمنزلة الغلام من الناس (انظر لسان العرب: 559:2 و ج 43:8 و ج 52:11 و ج 79:4).
  8. سَمُج الشي ءُ فهو سَمِج: أي قبح فهو قبيح (النهاية: 399:2).
  9. شرح نهج البلاغة: 414:298:20.