جارية اُخذت عذرتها بالإصبع











جارية اُخذت عذرتها بالإصبع



5732- الإمام الصادق عليه السلام: اُتي عمر بن الخطّاب بجارية قد شهدوا عليها أ نّها بغت، وکان من قصّتها أ نّها کانت يتيمة عند رجل، وکان الرجل کثيراً ما يغيب عن أهله، فشبّت اليتيمة فتخوّفت المرأة أن يتزوّجها زوجها، فدعت بنسوة حتي أمسکنها، فأخذت عذرتها بإصبعها.

فلمّا قدم زوجها من غيبته رمت المرأةُ اليتيمةَ بالفاحشة وأقامت البيّنة من جاراتها اللاتي ساعدنها[1] علي ذلک، فرفع ذلک إلي عمر، فلم يدرِ کيف يقضي فيها، ثمّ قال للرجل: ايتِ عليّ بن أبي طالب عليه السلام، واذهب بنا إليه، فأتَوا عليّاً عليه السلام

[صفحه 19]

وقصّوا عليه القصّة.

فقال لامرأة الرجل: أ لکِ بيّنة أو برهان؟ قالت: لي شهود؛ هؤلاء جاراتي يشهدن عليها بما أقول، فأحضرتهنّ، فأخرج عليّ بن أبي طالب عليه السلام السيف من غمده فطرح بين يديه، وأمر بکلّ واحدة منهنّ فاُدخلت بيتاً، ثمّ دعا بامرأة الرجل فأدارها بکلّ وجه فأبت أن تزول عن قولها، فردّها إلي البيت الذي کانت فيه ودعا إحدي الشهود وجثا علي رکبتيه ثمّ قال: تعرفيني؟ أنا عليّ بن أبي طالب، وهذا سيفي، وقد قالت امرأة الرجل ما قالت ورجعت إلي الحقّ وأعطيتها الأمان، وإن لم تصدّقيني لأملأنّ السيف منکِ، فالتفتت[2] إلي عمر فقالت: يا أميرالمؤمنين، الأمان عليّ؟ فقال لها أميرالمؤمنين [عليه السلام]: فاصدقي.

فقالت: لا واللَّه إلّا أ نّها رأت جمالاً وهيئة، فخافت فساد زوجها عليها، فسقتْها المسکر، ودعتنا فأمسکناها فافتضّتها بإصبعها.

فقال عليّ عليه السلام: اللَّه أکبر، أنا أوّل من فرّق بين الشاهدين إلّا دانيال النبيّ. فألزم عليّ عليه السلام المرأة حدّ القاذف، وألزمهنّ جميعاً العُقْر،[3] وجعل عقرها أربعمائة درهم وأمر المرأة[4] أن تُنفي من الرجل ويُطلّقها زوجها، وزوّجه الجارية وساق عنه عليّ عليه السلام المهر.

فقال عمر: يا أباالحسن، فحدّثنا بحديث دانيال.

فقال عليّ عليه السلام: إنّ دانيال کان يتيماً لا اُمّ له ولا أب، وإنّ امرأةً من بني إسرائيل

[صفحه 20]

عجوزاً کبيرة ضمّته فربّته، وإنّ ملکاً من ملوک بني إسرائيل کان له قاضيان، وکان لهما صديق، وکان رجلاً صالحاً وکانت له امرأة بهيّة جميلة، وکان يأتي الملک فيحدّثه، فاحتاج الملک إلي رجل يبعثه في بعض اُموره، فقال للقاضيين: اختارا رجلاً اُرسله في بعض اُموري، فقالا: فلان، فوجّهه الملک، فقال الرجل للقاضيين: اُوصيکما بامرأتي خيراً، فقالا: نعم، فخرج الرجل.

فکان القاضيان يأتيان باب الصديق فعشقا امرأته فراوداها عن نفسها، فأبت، فقالا لها: واللَّه لئن لم تفعلي لنشهدنّ عليکِ عند الملک بالزني، ثمّ لنرجمنّک، فقالت: افعلا ما أحببتما، فأتيا الملک فأخبراه وشهدا عنده أ نّها بغت، فدخل الملک من ذلک أمر عظيم، واشتدّ بها غمّه وکان بها معجباً.

فقال لهما: إنّ قولکما مقبول، ولکن ارجموها بعد ثلاثة أيّام، ونادي في البلد الذي هو فيه: احضروا قتل فلانة العابدة. فإنّها قد بغتْ؛ فإنّ القاضيين قد شهدا عليها بذلک.

فأکثر الناس في ذلک وقال الملک لوزيره: ما عندک في هذا من حيلة؟ فقال: ما عندي في ذلک من شي ء.

فخرج الوزير يوم الثالث؛ وهو آخر أيّامها، فإذا هو بغلمان عراة يلعبون وفيهم دانيال عليه السلام وهو لا يعرفه، فقال دانيال: يا معشر الصبيان تعالوا حتي أکون أنا الملک وتکون أنت يا فلان العابدة، ويکون فلان وفلان القاضيين الشاهدين عليها، ثمّ جمع تراباً وجعل سيفاً من قصب، وقال للصبيان: خذوا بيد هذا فنحّوه إلي مکان کذا وکذا، وخذوا بيد هذا فنحّوه إلي مکان کذا وکذا، ثمّ دعا بأحدهما فقال له: قل حقّاً؛ فإنّک إن لم تقُل حقّاً قتلتک- والوزير قائم ينظر ويسمع- فقال: أشهد أ نّها بغت. فقال: متي؟ قال: يوم کذا وکذا. فقال: ردّوه إلي مکانه وهاتوا الآخر.

[صفحه 21]

فردّوه إلي مکانه وجاؤوا بالآخر، فقال له: بما تشهد؟ فقال: أشهد أنّها بغت. قال: متي؟ قال: يوم کذا وکذا. قال: مع مَن؟ قال: مع فلان بن فلان. قال: وأين؟ قال: بموضع کذا وکذا. فخالف أحدهما صاحبه.

فقال دانيال عليه السلام: اللَّه أکبر، شهدا بزور، يا فلان نادِ في الناس أ نّهما شهدا علي فلانة بزور، فاحضروا قتلهما. فذهب الوزير إلي الملک مبادراً فأخبره الخبر، فبعث الملک إلي القاضيين، فاختلفا کما اختلف الغلامان، فنادي الملک في الناس، وأمر بقتلهما.[5] .



صفحه 19، 20، 21.





  1. في المصدر: «ساعدتها»، والصحيح ما أثبتناه کما في تهذيب الأحکام.
  2. في المصدر: «فالتفت»، والصحيح ما أثبتناه کما في تهذيب الأحکام.
  3. عُقْر المرأة: دِيَة فرجها إذا غُصِبَت فَرجَها (لسان العرب: 595:4).
  4. في المصدر: «امرأة»، والصحيح ما أثبتناه کما في تهذيب الأحکام.
  5. الکافي: 9:426:7، تهذيب الأحکام: 852:308:6 کلاهما عن معاوية بن وهب، من لا يحضره الفقيه: 3251:203 عن الأصبغ بن نباتة، المناقب لابن شهر آشوب: 372:2 نحوه وکلاهما من دون إسنادٍ إلي المعصوم.